كوابيس طالب توجيهي!!!!!!!!!

أعلان نتائج الثانوية العامة (نتائج التوجيهي ) بعد معاناة الامتحانات وما يرافقها من نفير عام يؤرق الأسر الأردنية... و سيل من الهموم ينتاب الأسرة, مما يجعل طالب الثانوية العامة كابوسا وحلما مزعجا يبدأ بداية العام ولا ينتهي إلا عندما يضع الطالب قدمه في الجامعة الحكومية طبعا , فالجامعات الأهلية والتعليم الموازي لا يتحمله إلا ثلة قليلة من أبناء العائلات الميسورة أو من هؤلاء الذين باعوا كل ماورثوا عن أجدادهم وآبائهم ...لتحقيق حلم أسرتهم بتلقي تعليمهم في واحد من التخصصات التي تحمل علامة( خمس نجوم )مثل الهندسة والطب والصيدلة ...فالأبناء هم الطريقة الوحيدة للآباء لتعويض ما فاتهم من وجاهة اجتماعية خاصة عندما يسبق أسماء أبنائهم رمز.... ( د.أو م. ) والواقع أن هذا المال المسفوك قربانا للعلم ,...كثيرا ما يصطدم بعقبة البطالة التي تقف لكثير من التخصصات بالمرصاد مما يجعل الأمل الغالي يتبدد مع الأيام وتصبح الأموال الطائلة ترابا تذروه الرياح , لهذا كله أصيب الآباء بحمى التوجيهي التي تجتاح الأسر كل عام ويكاد رعبها يفوق حمى أنفلونزا الطيور التي تقضي على المواطن الجائع دون خسائر مادية سوى ثمن الكفن وفنجان القهوة السادة عن روح الفقيد.أما المعلم المحظوظ الذي قضى الله أن يدرس هذا الصف ,فعلى أكتافه تقع مسؤولية نجاح أو رسوب الطالب وهو الملوم عن اثنتي عشرة سنة قضاها الطالب في المدرسة وتقلب فيها بين عشرات المعلمين ,فضلا عن تراجع الدافعية للتحصيل لنفس الأسباب السابقة :كالبطالة وارتفاع الرسوم الجامعية،وتعدد مصادر اللهو والانشغال بها عن التركيز في الدراسة خاصة الطلبة الذكور الأمر الذي انعكس في الأعوام الأخيرة في إحصائيات التربية والتعليم التي تنشر في الصحف عند إعلان النتائج ,إن امتحان الثانوية العامة هو الوسيلة المعتمدة حتى الآن لتقرير مستقبل الطالب وحتى نخفف من عبء هذه المرحلة لا بد من تفهم الأسرة أولا لحاجة وميول أبنائها وعدم الخجل من العمل المهني الذي لو وجه له الطلبة الذين لايجدون في أنفسهم ميلا للتعليم الأكاديمي, لوفروا على آبائهم مالا مهدورا وسنوات من الانتظار ثم الخروج بمعدل ضعيف يقتض إما السفر خارج البلاد أو الدراسة في تخصصات تكدس بها الخريجون منذ سنوات ضاع فيها الشباب في انتظار الوظيفة والمكتب فالا هي جاءت ولا السنوات الضائعة ستعود,وكم من شهادة وفاة سبقت شهادة التعيين......

كوابيس طالب توجيهي!!!!!!!!! 923