ثلاث وثلاثون خطوة لتدريس ناجح
اردني انجلش :: منتديات اللغة الانجليزية :: منتديات اللغة الانجليزية :: منتدى تحضير دروس اللغة الانجليزية :: دروس في التحضير
صفحة 1 من اصل 1
ثلاث وثلاثون خطوة لتدريس ناجح
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
مهنة المعلم هي مهمة الرسل والأنبياء
التعليم.. تلك المهنة المقدسة، مهنة الأنبياء والرسل، التي كان ينظر إليها
بإكبار واحترام على مر العصور، ولا تخلوا منها حضارة بشرية مهما كان
مستواها، كيف لا وهي المهنة التي تتولى التعامل مع عقل الإنسان، وهو أشرف
ما فيه، وهي التي تنمي في الإنسان أعظم خصيصة ميزه الله بها وهي خصيصة
العلم. فالإنسان الحق عقل في جسد.
بعث الأنبياء ـ عليهم السلام ـ معلمين يعلمون الناس الكتاب والحكمة
ويزكونهم، ولم يورثوا دينارا ولا درهما، وجعل الله العلماء ورثة الأنبياء.
فنعم الإرث ونعم المورث.
وما نقص قدر العلم والتعليم إلا بعدما صرنا ننظر إلى التعليم على أنه وظيفة
تؤدى لأجل المقابل المادي، وصرنا ننظر إلى المعلم بعدد ما يمكنه من ساعات
بين جدران المدرسة، ففقد العلم والتعليم قدسيته، ورتع في حمى التعليم من
ليس أهل له!
التعليم مهنة "ربانية" فالله علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم.. وعلم
آدم الأسماء كلها، وبعث الرسل معلمين، والمعلم يتعامل مع أشرف ما في
الإنسان: عقله، ويعطيه من نتاج فكره .. فالتعليم هي المهنة التي لا يمكن أن
يستغني عنها الإنسان.
خصائص المعلم الفاعل
الكفاءة العلمية
من مهام المعلم الأساسية أن يقدم للطلاب المعلومات والخبرات التي يحتاجونها
في مادته المقررة. ويفترض ـ بدهيا ـ أن يكون المعلم ملما بتلك المعلومات
بشكل صحيح وواضح، إذ من البدهي أن فاقد الشيء لا يعطيه. ولا يمكن أن يقدم
المعلم للطالب معلومة بشكل سليم إذا لم يكن مستوعبا لها. ومن هنا جاءت فكرة
التخصص، إذ يتوقع من المعلم أن يتخصص في فرع من فروع العلم ويتمكن منه.
وهذا بالطبع لا يعفيه معرفة ما هو خارج تخصصه.
الكفاءة التربوية
الإلمام بالمادة العلمية ـ مع أهميته ـ لا يكفي لوحده، بل لابد أن ينضم
إليه معرفة بالطرق التربوية المناسبة في التعامل مع الطالب. فالطالب ليس
آلة يضبط على وضع الاستقبال وتصب المعلومات في داخله، بل هو بشر له روح
وعقل وانفعالات وجسد، ويمر في الساعة الواحدة بحالات نفسية وانفعالات
مختلفة. والمعلم يتعامل مع الطالب في كل هذه الحالات ومن كل تلك الجوانب،
فلذلك لا بد أن يكون ملما بطرق التربية وأساليب التعامل مع الطلاب.
الكفاءة الاتصالية
مع إلمام المعلم بمادة العلمية وبالطرق التربوية للتعامل مع طلابه لابد له
من معرفة طرق ووسائل الاتصال التي عن طريقها يتمكن المعلم من إيصال ما لديه
من معلومات وأفكار واتجاهات ومهارات.
فيجب أن تكون لغة المعلم سليمة ومفهومة لدى الطلاب وتناسب مستواهم العقلي
من حيث نوعية الكلمات ومستوى تركيب الجمل، وأن يكون صوته مسموعا ومناسبا،
وأن تكون لديه القدرة على إعادة عرض المعنى بأساليب متنوعة، مع قدرة على
ضرب الأمثال لتقريب المعاني.
كان أحد المعلمين يشرح للصف الثاني الابتدائي مادة العلوم، وفي نهاية الشرح
استوقفه أحد الطلاب وكان منصتا أثناء الشرح وقال: ما معنى "لا بد.." يا
أستاذ؟! فقد كان المعلم يكرر هذه الكلمة التي كانت عنده من الكلمات
السهلة، لكنه لم تكن كذلك لطالب الصف الثاني ابتدائي.
ولابد أن يكون المعلم عارفا بعوائق الاتصال التي يمكن أن تحدث في الفصل
ليسعى إلى تذليلها. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا تكلم أعاد الكلام
ثلاثا حتى يفهم عنه.
الرغبة في التعليم
من أعظم عوامل نجاح المعلم رغبته في التدريس. فالمعلم مالم يكن مدفوعا بحب
التعليم ولديه رغبة في أداء ما حمل من أمانة التعليم فلن يتحمس لمهنته
وبالتالي لن ينجح فيها.
ومن أعظم ما يبعث الرضا في النفس ويشعر الإنسان بقيمته في الحياة نشر ما يملكه من علم.
مقدمة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
مهنة المعلم هي مهمة الرسل والأنبياء
التعليم.. تلك المهنة المقدسة، مهنة الأنبياء والرسل، التي كان ينظر إليها
بإكبار واحترام على مر العصور، ولا تخلوا منها حضارة بشرية مهما كان
مستواها، كيف لا وهي المهنة التي تتولى التعامل مع عقل الإنسان، وهو أشرف
ما فيه، وهي التي تنمي في الإنسان أعظم خصيصة ميزه الله بها وهي خصيصة
العلم. فالإنسان الحق عقل في جسد.
بعث الأنبياء ـ عليهم السلام ـ معلمين يعلمون الناس الكتاب والحكمة
ويزكونهم، ولم يورثوا دينارا ولا درهما، وجعل الله العلماء ورثة الأنبياء.
فنعم الإرث ونعم المورث.
وما نقص قدر العلم والتعليم إلا بعدما صرنا ننظر إلى التعليم على أنه وظيفة
تؤدى لأجل المقابل المادي، وصرنا ننظر إلى المعلم بعدد ما يمكنه من ساعات
بين جدران المدرسة، ففقد العلم والتعليم قدسيته، ورتع في حمى التعليم من
ليس أهل له!
التعليم مهنة "ربانية" فالله علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم.. وعلم
آدم الأسماء كلها، وبعث الرسل معلمين، والمعلم يتعامل مع أشرف ما في
الإنسان: عقله، ويعطيه من نتاج فكره .. فالتعليم هي المهنة التي لا يمكن أن
يستغني عنها الإنسان.
خصائص المعلم الفاعل
الكفاءة العلمية
من مهام المعلم الأساسية أن يقدم للطلاب المعلومات والخبرات التي يحتاجونها
في مادته المقررة. ويفترض ـ بدهيا ـ أن يكون المعلم ملما بتلك المعلومات
بشكل صحيح وواضح، إذ من البدهي أن فاقد الشيء لا يعطيه. ولا يمكن أن يقدم
المعلم للطالب معلومة بشكل سليم إذا لم يكن مستوعبا لها. ومن هنا جاءت فكرة
التخصص، إذ يتوقع من المعلم أن يتخصص في فرع من فروع العلم ويتمكن منه.
وهذا بالطبع لا يعفيه معرفة ما هو خارج تخصصه.
الكفاءة التربوية
الإلمام بالمادة العلمية ـ مع أهميته ـ لا يكفي لوحده، بل لابد أن ينضم
إليه معرفة بالطرق التربوية المناسبة في التعامل مع الطالب. فالطالب ليس
آلة يضبط على وضع الاستقبال وتصب المعلومات في داخله، بل هو بشر له روح
وعقل وانفعالات وجسد، ويمر في الساعة الواحدة بحالات نفسية وانفعالات
مختلفة. والمعلم يتعامل مع الطالب في كل هذه الحالات ومن كل تلك الجوانب،
فلذلك لا بد أن يكون ملما بطرق التربية وأساليب التعامل مع الطلاب.
الكفاءة الاتصالية
مع إلمام المعلم بمادة العلمية وبالطرق التربوية للتعامل مع طلابه لابد له
من معرفة طرق ووسائل الاتصال التي عن طريقها يتمكن المعلم من إيصال ما لديه
من معلومات وأفكار واتجاهات ومهارات.
فيجب أن تكون لغة المعلم سليمة ومفهومة لدى الطلاب وتناسب مستواهم العقلي
من حيث نوعية الكلمات ومستوى تركيب الجمل، وأن يكون صوته مسموعا ومناسبا،
وأن تكون لديه القدرة على إعادة عرض المعنى بأساليب متنوعة، مع قدرة على
ضرب الأمثال لتقريب المعاني.
كان أحد المعلمين يشرح للصف الثاني الابتدائي مادة العلوم، وفي نهاية الشرح
استوقفه أحد الطلاب وكان منصتا أثناء الشرح وقال: ما معنى "لا بد.." يا
أستاذ؟! فقد كان المعلم يكرر هذه الكلمة التي كانت عنده من الكلمات
السهلة، لكنه لم تكن كذلك لطالب الصف الثاني ابتدائي.
ولابد أن يكون المعلم عارفا بعوائق الاتصال التي يمكن أن تحدث في الفصل
ليسعى إلى تذليلها. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا تكلم أعاد الكلام
ثلاثا حتى يفهم عنه.
الرغبة في التعليم
من أعظم عوامل نجاح المعلم رغبته في التدريس. فالمعلم مالم يكن مدفوعا بحب
التعليم ولديه رغبة في أداء ما حمل من أمانة التعليم فلن يتحمس لمهنته
وبالتالي لن ينجح فيها.
ومن أعظم ما يبعث الرضا في النفس ويشعر الإنسان بقيمته في الحياة نشر ما يملكه من علم.
رد: ثلاث وثلاثون خطوة لتدريس ناجح
أمور تساعدك على زيادة رغبتك في عملك
1ـ استشعر الأجر العظيم الذي تناله من تعليم طلابك إذا أحسنت النية
2ـ تصور ما سيؤول إليه طلابك في المستقبل، حيث سيكونون هم قادة المجتمع وهم رجاله فأنت الآن تبني في مجتمع المستقبل.
3ـ يجب أن تعلم أن هؤلاء الطلاب أمانة عندك ائتمنها عندك آباؤهم وكذلك الدولة وفرغتك للقيام بهذا العمل العظيم.
4ـ اجعل عملك مجال تحد لك، فكل مشكلة تواجهها هي عبارة عن تحد ممتع لمدى
قدرتك التربوية والقيادية، فكيف يكون تعاملك معها، فنجاحك يعني كسب التحدي،
ويعني أنك فعلا أهل لما أوليت من منصب جليل، وإثبات لقدراتك ومهاراتك.
5ـ تذكر أن أكثر العظماء خرجوا من تحت أيدي المعلمين.
1ـ استشعر الأجر العظيم الذي تناله من تعليم طلابك إذا أحسنت النية
2ـ تصور ما سيؤول إليه طلابك في المستقبل، حيث سيكونون هم قادة المجتمع وهم رجاله فأنت الآن تبني في مجتمع المستقبل.
3ـ يجب أن تعلم أن هؤلاء الطلاب أمانة عندك ائتمنها عندك آباؤهم وكذلك الدولة وفرغتك للقيام بهذا العمل العظيم.
4ـ اجعل عملك مجال تحد لك، فكل مشكلة تواجهها هي عبارة عن تحد ممتع لمدى
قدرتك التربوية والقيادية، فكيف يكون تعاملك معها، فنجاحك يعني كسب التحدي،
ويعني أنك فعلا أهل لما أوليت من منصب جليل، وإثبات لقدراتك ومهاراتك.
5ـ تذكر أن أكثر العظماء خرجوا من تحت أيدي المعلمين.
رد: ثلاث وثلاثون خطوة لتدريس ناجح
خطوة لتدريس ناجح
1- اعرف عملية التدريس
إن أي مهنة لا يمكن أن تتقنها وتبرع فيها ما لم تكن ملما بأصولها ومبادئها.
وللتدريس ـ الذي هو عملية التعليم والتعلم ـ أصول وقواعد، منها ما يخص
المعلم ومنها ما يخص المتعلم ومنها ما يخص المادة ومنها ما يخص أسلوب
التعلم ووسائله. وهذا ما يدور حوله غالبا علم النفس التربوي.
2ـ اعرف أهداف التدريس ..
الأهداف العامة/ الأهداف الخاصة / الأهداف السلوكية
للأهداف ـ في أي عمل ـ أهمية كبيرة تتلخص في الآتي:
1ـ توجيه الأنشطة ذات العلاقة في اتجاه واحد، وتمنع التشتت والانحراف.
2ـ إيجاد الدافع للإنجاز، وإبقاؤه فاعلا
3ـ تقويم العمل لمعرفة مدى النجاح والفشل.
3ـ اعرف تلاميذك مستواهم /خصائصهم العمرية/ أفكارهم..
عندما تدخل إلى غرفة الفصل لأول مرة فإنك تواجه عالما مجهولا لديك إلى حد
بعيد. لكنك في الغالب تدخل على فئة متجانسة بشكل عام من حيث العمر والخصائص
النفسية والعاطفية أيضا معرفة مستوى الطلاب الاجتماعي وخلفيتهم الثقافية
ونوعية أفكارهم يفيدك في أسلوب طرح الأفكار وعرض الدرس، واختيار الأمثلة.
4ـ اعدَّ دروسك جيدا
الإعداد الجيد للدرس هو المخطط الي يتوصل به المعلم إلى أهدافه من الدرس وبالتالي إلى درس ناجح.
· خطوات الإعداد
1- تحديد الأهداف
2- الإعداد الذهني
3- الإعداد الكتابي
4- أعد متطلبات الدرس
5- حاول التنبؤ بصعوبات التعلم
6- تدرب على التدريس
5ـ استخدم طريقة التدريس المناسبة
تحديد ما يناسبك من الطرق في ضوء المعايير التالية:
1ـ الدرس المراد شرحه
2ـ نوعية الطلاب
3ـ شخصيتك أنت وقدراتك كمعلم يقوم بتقديم ذلك الدرس.
وتذكر أن: أهداف واضحة ومحددة + طريقة صحيحة = درس ناجح.
بشكل عام، ليكون الدرس ناجحا على المعلم أن:
1ـ يهيئ الطلاب للدرس الجديد بتحديد أهدافه لهم وبيان أهميته.
2ـ يتأكد من معرفة الطلاب لمقدمات الدرس ومتطلباته السابقة
3ـ يقدم الدرس الجديد.
4ـ يلقي الأسئلة على الطلاب ويناقشهم لمعرفة مدى فهمهم.
5ـ يعطي الطلاب الفرصة للممارسة والتطبيق.
6ـ يقيم الطلاب ويعطي لهم تغذية راجعة فورية عما حققوه.
7ـ يعطي الواجب
6ـ كن مبدعا وابتعد عن الروتين
إن التزامك بطريقة واحدة في جميع الدروس، يجعل درسك عبارة عن عمل رتيب
(روتين) ممل، فتكفي رؤيتك مقبلا للفصل لتبعث في نفوس الطلاب الملل والكسل..
7ـ اجعل درسك ممتعا
· توقف وراجع طريقة الدرس إذا رأيت أنها سبب في إملال الطلاب، فالهدف ليس
إكمال خطة الدرس كما كتبت، بل الهدف هو إفادة الطلاب فإذا رأيت أن الخطة لا
تؤدي عملها فاستخدم "خطة للطوارئ"
· استخدم الاسلوب القصصي عند الحاجة، فالنفوس مولعة بمتابعة القصة.
· اسمح بشيء من الدعابة، فالدعابة والمزاح الخفيف
· حاول دائما ـ ما أمكن ـ أن يقوم الطلاب بالنشاط أنفسهم، ·
· رغب الطلاب في عمل ما تريده منهم واجعل الأفكار تأتي منهم!
8ـ استثر دافعية التلاميذ
من الصعب جدا ـ إن لم يكن مستحيلا ـ أن تعلم طالبا ليس لديه دافعيه للتعلم.
استخدم ما تراه مناسبا من الأساليب التي منها:
1- اربط الطلاب بأهداف عليا وسامية
2- استخدم التشجيع والحفز
3- حدد أهدافا ممكنة ومتحدية !
4- أشعل التنافس الشريف!
5- كافئ !
9ـ "إنما بعثت معلما ولم أبعث معنفا!"
تذكر دائما أنك إنما أتيت لتعلم لا لتعاقب من لا يتعلم! وتذكر أيضا
أنه ليس كل عجز في التعلم يرجع سببه إلى الطالب. كن صبورا وتلطف ببطيئي
التعلم والمهملين وثق أن المهمل إذا رأى أن إهماله يزيد من تركيز المعلم
عليه وتلطفه به فسيكف عن سلوكه هذا. وغالبا ما يكون سبب الإهمال البطء في
التعلم وغفلة المعلم عن ذلك.
10ـ اجعل اتجاهك جيدا نحو التلاميذ
1- كن متفائلا
2- اظهر تقديرك لاستجابات الطلاب ومشركاتهم
3- علمهم علو الهمة والطموح
11ـ حافظ على نموك العلمي والتربوي والمهني
يمكنك تنمية نفسك بإحدى الطرق التالية:
1- القرآءات الموجهة
2- اللقاءات التربوية
3- الدورات التدريبية
12ـ كن قدوة في علو الهمة والأمانة والجد
كل كلامك لطلابك عن الخلق الحسن والصفات الحميدة لا يكون له كبير فائدة إذا
لم يرَ منك الطلاب تطبيقا فعليا. فكن قدوة لهم في علو همتك فلا ترض من
الأمور بأدناها، وكن قدوة في جدك فلا يراك طلابك لا همَّ لك إلا الهزل
والمزاح. وكن قدوة في أمانتك فلا يرَ منك الطلاب تفريطا فيها بإهمال
واجباتك الوظيفية والتربوية.
13ـ انتبه إلى ما بين سطور التدريس!
من المسلمات أن التربية ليست حشو أذهان الطلاب بالمعلومات، بل هي إكسابهم
المهارات اللازمة والاتجاهات الصحيحة وتهذيب خلقهم وتنمية مداركهم العقلية.
فما يكتسبه الطلاب من شخصية المعلم وخلقه وهديه في التعامل والتعليم
ونظرته للأشياء وطريقة تفكيره قد تكون أهم من وأنفع للتربية من ما يعطيهم
من معلومات، وهو ما يمكن أن نسميه ما بين سطور التدريس، فهناك دائما أشياء
غير مباشرة يكتسبها الطلاب من المعلم ـ ربما وهو لا يشعر ـ وقد تكون
إيجابية وقد تكون سلبية.
إن المعلم الجاد ذا الخلق الحسن الرفيق بطلابه والمهتم بعمله يكتسب منه
الطلاب حبا للعلم وحبا للمدرسة وحسن خلق في التعامل مع الآخرين مهما كانت
المادة التي يدرسها، والعكس بالعكس! فشخصيتك ذات أثر كبير في
تلاميذك.
14ـ قل: لا أعلم!
يتحرج بعض المعلمين إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: لا أعلم! والواقع
أن الإجابة على سؤآل ما بـ "لا أعلم" أمر يجب أن لا يتحرج منه المعلم
لأمور:
1ـ يجب أن نحترم العلم، ونحترم عقلية الطلاب، فإذا سئلنا عما لا نعلم فلا نتكلف الإجابة ونراوغ، بل نعترف أننا لا نعلم.
2ـ يجب أن نرسخ في أذهاننا وأذهان الطلاب أنه ليس مطلوبا من المعلم (ولا من
الطالب) وليس في مقدوره أن يعلم كل شيء، بل يجب أن يعرف الفرد حدود علمه
وقدراته، فلا يتكلم فيما لا يحسن.
3ـ هذه العبارة: "لا أعلم" إذا قالها المعلم بثقة تزيد من قَدره عند طلابه.
لكن يجب على المعلم أن يرشد طلابه إلى كيفية الحصول على تلك المعلومة المسئول عنها أو يعدهم بالبحث عنها بنفسه.
15ـ استخدم وسائلك التعليمية بفعالية
عندما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبين لأصحابه معنى قول الله
تعالى: { وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل…} خط لهم خطا
مستقيما وقال هذا سبيل الله، وخط خطوطا كثيرة عن يمينه وعن شماله وقال: هذه
السبل…!
وعندما رأى الصحابةَ يتحسسون منديلا من حرير ويتعجبون من لينه ونعومته، قال
صلى الله عليه وسلم: أتعجبون من هذا؟! لمناديل سعد في الجنة أفضل
من هذا!
للوسائل التعليمية أثر كبير في التعلم، فهي:
1ـ توفر على المعلم الكثير من الكلام النظري
2ـ تجذب انتباه الطلاب
3ـ تكسر رتابة الشرح والإلقاء
4ـ تثبت المعلومة
5ـ توضح الفكرة بشكل أكبر من الكلام المجرد.
· استخدم الوسائل المتوفرة ـ سابقة الصنع ـ أو قم بإعدادها أنت أو كلف
الطلاب بذلك قبل الدرس بوقت كاف. يمكنك استغلال حصة النشاط أو حصة التربية
الفنية في ذلك.
· تذكر أن استخدامك للشيء الحقيقي كوسيلة إيضاح أفضل بكثير من استخدام
صورته، ويكون ذلك خبرة مباشرة للطلاب، فمثلا في درس اللغة الإنجليزية، بدلا
من أن تحضر صورة كرة أحضر معك كرة حقيقية. كان أحد معلمي اللغة الإنجليزية
يجد صعوبة في بيان معنى كلمة headmaster للطلاب بحيث يضطر إلى ترجمتها، مع
أن هذا أمر غير مرغوب فيه، ولم يخطر بباله أن يأخذ الطلاب إلى غرفة المدير
ويقول لهم: This is the headmaster. ! مع أن هذا سيسهل عليه
العملية وسيرسخ المعلومة في أذهان الطلاب ويبعث الحيوية في الفصل ويجعل
الموقف أكثر طبيعية.
· تأكد أن الوسيلة واضحة وأن الهدف الذي تريده منها ظاهر للطلاب، فما تراه أنت في الوسيلة قد لا يفهمه الطلاب.
· كلما كانت الوسيلة سهلة وبعيدة عن التعقيد فذلك أفضل.
· اجعل وسيلتك شيقة وجذابة.
· كن مبدعا في وسائلك وابتعد عن التقليد.
· احذر من الوسائل التي قد يكون فيها خطر على الطلاب.
· تأكد أن مكان الدرس مهيأ لاستخدام الوسيلة، مثلا: وجود مسمار أو شريط
لاصق لتعليق اللوحة، مصدر كهرباء، فصل مظلم...إلخ. فسيئٌ جدا أن يحضر
المعلم الوسيلة ثم يمضي وقتا يبحث يمنة ويسرة عن مكان ليعلقها أو يضعها
فيه.
· لا تستخدم وسيلة لا تعرف طريقة تشغيلها، فهذا قد يسبب شيئا من الآتي:
1. إفساد الجهاز، وقد يتضرر الطلاب أو المعلم بذلك.
2. إضاعة الوقت في البحث عن الطريقة الصحيحة لتشغيله.
3. الارتباك والإحراج الذي يقع فيه المعلم أمام طلابه نتيجة لعجزه عن تشغيل الجهاز.
16ـ السبورة .. صديقك الدائم فأحسن استخدامها!
السبورة من أقدم الوسائل التعليمية وأقلها تكلفة، لا يكاد يستغني عنها
معلم، فاعرف كيف تستخدمها بفعالية. يعتقد بعض المعلمين أن استخدام السبورة
أمر عشوائي لا يخضع لأصول وقواعد، وهذا غير صحيح. فالمعلم الناجح يستخدم
السبورة بشكل منظم ولأهداف محددة.
· قم بتقسيم السبورة لقسمين أو ثلاثة، وحدد لكل قسم نوعية معينة من الأشياء
المكتوبة توضع فيه بشكل منظم وواضح، فمثلا، قسم لعناصر الدرس، وقسم للجمل
والعبارات التي يراد لها البقاء طول الدرس، وقسم للعبارات الوقتية التي
يمكن إزالتها أثناء الشرح.
· لا تتكلم وأنت تكتب على السبورة
· عند الكتابة على السبورة حاول أن لا تعطي ظهرك للطلاب، بل اعطهم جنبك.
· لا تكتب شيئا خطأ على السبورة، وإذا دعت ضرورة ملحة لذلك فسارع في إزالته.
· استخدم الطباشير الملون بطريقة منظمة، بحيث يساعد الطالب على استيعاب عمليتي التصنيف أو الربط بين الأشياء.
· تأكد أن الكتابة واضحة ويمكن رؤيتها للطلاب في آخر الفصل.
استخدم جهاز عرض فوق الرأس قد يكون أكثر فعالية إذا تدربت عليه وأعددت المواد بشكل جيد. فهو:
1. يوفر الوقت الذي تصرفه في الكتابة على السبورة.
2. يجعلك تواجه الطلاب دائما.
3. يكون حلا لمشكلة سوء الخط عند بعض المعلمين.
17ـ "لا تغضب..!"
غضب المعلم في الفصل على تلاميذه من أكثر الأشياء التي تجعله متوتر الأعصاب
ومن ثم يفقد السيطرة على فصله، وتجعل الفصل في جو من الخوف والرهبة. وقد
يقود الغضب المعلم إلى تصرفات تكون عواقبها وخيمة. والفصل ذو المعلم الغاضب
بيئة مناسبة لمشاكل الطلاب.
كيف تتجنب الغضب
1ـ تعرف على خصائص السلوك العامة للمرحلة التي تدرسها.
أكثر ما يثير غضب المعلم هو تصرف يصدر من بعض الطلاب وقد يكون بغير قصد،
فمما يمنع ذلك الغضب أن تتعرف على خصائص السلوك للمرحلة التي يمر بها
طلابك، فهذا يجعلك تنظر إلى ذلك السلوك بمنظار أكثر واقعية وموضوعية، فلا
يكون بالحجم الذي تصورته. فمثلا إذا قام طالب بالتحدث مع زميله أثناء الشرح
فإن هذا التصرف في "عرف" الكبار غير سليم ويثير الغضب حقا، لكن إذا نظرت
له على أنه تصرف من طفل أو مراهق يصعب عليه بطبيعته أن يبقى فترة طويلة
ساكتا وبدون حراك، بدا لك الأمر طبيعيا أكثر.
2ـ توقع السلوك
معرفتك أيضا لنوعيات السلوك في المرحلة العمرية لطلابك يجعلك تتوقع بعض
التصرفات، فإذا حدثت لم يكن ذلك مفاجئا بل تكون قد أعددت نفسك للتصرف
السليم حيالها.
احرص على اقتناء ومطالعة مرجع موثوق في علم نفس النمو.
3ـ لا تهول الأمر!
لا تتصور أن كل تصرف غير مرغوب يقوم به الطالب فالمقصود به إغاظة المعلم أو
إفساد جو الدرس، فهذه النظرة تجلب الغضب فعلا. حاول ـ ما أمكن ـ أن تنظر
إلى تلك السلوكيات على أنها أخطاء فحسب. وأن كثيرا من السلوكيات التي
تغضبنا إنما هي تصرفات طبيعية بالنسبة للطلاب خاصة في المرحلة الابتدائية
والمتوسطة.
موسى ـ عليه السلام ـ وهو نبي الله المكلَّم، لم يتمالك نفسه مع معلمه
الخَضِر فكرر السؤآل عن أسباب ما يفعله الخضر من أمور رغم أنه قد وعده ألا
يسأله عنها ورغم تنبيه الخضر له بعد كل سؤآل.
4ـ إياك والظلم..!
الغضب غالبا يدعو للعقاب، وأحيانا الانتقام، والانتقام مظنة الظلم، فاحذر
الظلم، فبالإضافة إلى ما يسببه من أثر نفسي للطلاب، فهو معصية لله وظلمات
يوم القيامة.
18ـ أحسن التعامل مع مثيري المشاكل من الطلاب
لا نكن مثاليين! ففي كل فصل يوجد طالب أو أكثر يتسببون في إثارة
المشاكل وإعاقة عملية التدريس بشكل أو بآخر. هناك بعض الأساليب للتغلب على
هذه المشكلة أو التخفيف منها. تأمل معي الخطوات التالية:
1ـ اجعل فصلك ممتلئا بالحيوية والنشاط حتى لا تسمح للملل بالدخول إلى نفوس الطلاب.
2ـ ابحث دائما عن السبب الذي يدعو الطالب لإثارة المشاكل وقم بإزالته إن
أمكن. قد يكون السبب وجوده بجانب طالب آخر قم بالتفريق بينهما. قد يكون
للتعبير عن تضايقه من شيء معين أو لجلب الانتباه إليه، تعامل مع كل سبب بما
يناسبه.
3ـ اجعل ذلك الطالب في مقدمة الفصل حتى يكون تحت نظرك وبالقرب منك.
4ـ ليس كل مشكلة يثيرها الطالب تحتاج إلى أن توقف الدرس وتعالجها، من
التصرفات ما يكون مجرد النظر إلى الطالب أو المرور بجانبه والتربيت على
كتفه كافيا لإنهائه دون أن يشعر الآخرون.
5ـ من أكثر ما يسبب هذه المشاكل فراغ الطالب فأشغل الطلاب، ولا يكفي أن تنشغل أنت فقط بالتدريس!
6ـ استخدم أسلوب الاستدعاء بعد نهاية الحصة والتفاهم مع الطالب بشكل ودي. حاول أن تأخذ منه وعدا ألا يكرر ما حدث.
7ـ حاول نقل الطالب لفصل آخر.
8ـ استعن بالمرشد الطلابي.
وقبل ذلك كله تأكد أن طلابك يعرفون بالتحديد ما تريد منهم أن يعملوه وما تريد أن لا يعملوه.
لا تستخدم الضرب! لن أدخل معك هنا في الجدل المعتاد حول الموضوع،
واختلاف الآراؤ في ذلك. فالشيء الأكيد أن استخدام المعلم للضرب ممنوع نظاما
منعا باتا، وهذا يكفيك للتخلي عنه.
19ـ خطط ونفد وقيم و شاور تلاميذك وأشركهم في شيء من التخطيط
التخطيط من أسس النجاح في كل عمل. خطط لما تقوم به من أعمال في الفترة أو
في الفصل الدراسي أو في السنة. الأنشطة والواجبات الإضافية كل ذلك يحتاج
إلى تخطيط حتى يعطي ثماره المرجوة.
والتخطيط لا يفيد ما لم ينفعه تنفيذ دقيق متقن وتقويم لما تم إنجازه.
شاور تلاميذك فيما تنوي أن تعمله ـ ما أمكن ـ فذلك يعودهم على مبدأ الشورى وإبداء الرأي وكذلك يجعلهم يتحمسون لما تريد عمله.
20ـ اعمل اختباراتك بشكل جيد بحيث تكون تقييما لك أيضا!
يقال إن الاختبار عملية ضابطة تقيس أداء المعلم والمستوى التحصيلي للطلاب.
وعمل الاختبارات علم له قواعده وأسس علمية من حيث وضع واختيار الأسئلة
وأنواعها وضوابط كل نوع، ويخطئ بعض المعلمين في ظنه أن وضع مجموعة من
الأسئلة كافية لاختبار الطلاب مادامت من داخل المقرر.
· تأمل هذه القواعد:
1. ضع هدفا للاختبار
2. حدد الوقت المخصص للاختبار وحدد عدد ونوعية الأسئلة بناء عليه.
3. قم بتحليل المادة الدراسية
4. ضع الأسئلة بحيث يكون هناك تناسب بين الأسئلة الموضوعة وأجزاء المادة.
5. اجعل الأسئلة واضحة جدا وخالية من أي لبس أو إيهام، وتذكر أن الاختبار الصادق هو الذي يقيس ما وضع لقياسه!
· أسئلة موضوعية أم مقالية ؟!
استخدم الأسئلة الموضوعية إذا كنت تريد قياس القدرة على تذكر الحقائق، وإذا كان وقت تصحيح الأسئلة قصيرا.
ضوابط صياغة الأسئلة الموضوعية:
أسئلة "الصح" والخطأ
1. لا تضع الجملة نصا حرفيا من الكتاب، بل أعد صياغتها حتى لا يكون الجواب بناء على إلف العبارة لا على الفهم.
2. تجنب التعابير الغامضة أو غير المحددة.
3. تجنب تعابير وصيغ العموم، مثل: "دائما" أو "كلّ" أو "أبدا" ...إلخ، إذ أنها توحي غالبا أن العبارة خاطئة.
4. يجب أن تكون الإجابة واحدة ومحددة وقاطعة.
أسئلة الاختيار من متعدد
1. يفضل أن تكون الخيارات ثلاثة أو أربعة.
2. يجب أن تكون الخيارات صحيحة من الناحية الإعرابية، حتى لا يكون إعراب
الكلمة دليلا على الاختيار (هذا ما لم يكن المقصود قياس القدرة
اللغوية!)
3. تجنب وضع عبارة: "كل ما سبق" ضمن الخيارات، إذا أن معرفة الطالب لخيار خاطئ يدل على خطأ هذا الخيار.
4. ابتعد عن العبارات المنفية أو أساليب الاستثناء، لأن ذلك يربك فهم الطالب.
5. لابد أن تكون الخيارات متقاربة ومنطقية.
6. اجعل أصل العبارة (الجزء الأول منها) يشتمل على مسألة واحدة فقط، واستبعد أي معلومات ليست ضرورية.
أسئلة الربط
1. يفضل أن تكون عناصر القائمة الأولى أكثر من القائمة الثانية
2. يجب أن لا يرتبط العنصر في كل قائمة إلا بعنصر واحد من القائمة الثانية، وفي حالة خلاف ذلك نبه الطلاب له.
3. اجعل الربط عن طريق الأرقام أو الحروف وليس عن طريق رسم خطوط.
أسئلة إكمال الفراغ
1. اجعل الجملة تحتوى على إشارات وقرائن تحدد بالضبط الكلمة المطلوبة
2. لا تعط أكثر من فراغين في الجملة، حيث أن ذلك يجعلها غامضة.
3. اجعل الفراغ في آخر الجملة ما أمكن، حتى يتضح المطلوب أكثر.
استخدم الأسئلة المقالية إذا أردت:
1. أن تقيم فهم الطالب للمصطلحات الأساسية المهمة في مقرر ما.
2. أن تعرف قدرة الطالب على المقارنة والموازنة بين الأحداث والمفاهيم والأشياء أو الربط بينها.
3. أن تقيس القدرة الإبداعية والتخيلية لدى الطالب.
ضوابط وضع الأسئلة المقالية
1. حدد طول الإجابة المتوقعة بالكلمات أو بالصفحة، حتى يكون لدى الطالب تصور عن طول الإجابة المتوقع.
2. ضع نموذجا للجواب الصحيح ووزع عليه الدرجات بدقة، حتى يكون التصحيح أكثر موضوعية.
3. اعط الوقت الكافي للإجابة.
4. إذا كنت ستحاسب على الأخطاء الإملائية أو النحوية أو على الخط فأعلم الطلاب بذلك مقدما.
· وماذا عن الاختبارات الشفهية؟!
قد تحتاج للاختبارات الشفهية في بعض المواد لقياس المهارات الشفهية
كالقراءة الجهرية، وأقول الجهرية لأن القراءة الصامتة يقصد منها الاستيعاب
وهذه قد تختبر تحريريا.
عند وضع الاختبار تأكد من تحديد الهدف منه، وتأكد من المهارة أو الناحية
التربوية التي تريد قياسها. بعض المعلمين يظن أن الفرق بين الاختبار الشفهي
والاختبار التحريري هو أن الطالب في الأول يتكلم بالجواب وفي الثاني يكتبه
كتابة، وهذا غير صحيح، فالفرق هو أن الاختبار الشفهي يقيس المهارات
الشفهية، كالمحادثة والإلقاء والتجويد، ونحوها. فليس بصحيح ـ مثلا ـ أن
نسأل الطالب في اختبار شفهي للغة الإنجليزية أن يتهجى كلمة من حفظة، إذ أن
هذه مهارة كتابية.
· راع القواعد التالية في الاختبارات الشفهية:
1. ابدأ بالأسئلة السهلة لإزالة ما قد يقع في نفس الطالب من توتر.
2. فاتح الطالب ـ بعد رد السلام ـ بالتحية ولاطفه ببعض الكلمات المشجعة، وأكثر منها إذا رأيت عليه رهبة الامتحان.
3. تجنب امتحان الطالب أمام زملائه، خاصة الطالب الخجول.
21ـ "يسروا ولا تعسروا..!"
من المعلمين من يرى أن نجاحه في التعليم يقاس بمدى تشديده على طلابه وتشدده
معهم، فالواجبات عليهم مضاعفة ولا بد من أن تكون الحلول نموذجية،
والاختبارات صعبة ومحبطة. وهذا غير صحيح، فالتيسير مطلب شرعي وتربوي،
والمعلم الناجح هو الذي يأخذ بأيدي طلابه ويصعد بهم شيئا فشيئا بالحفز
والترغيب وشيء من الترهيب، أما التشديد والتعنت فكل يحسنه! والنفوس
دائما تميل إلى من يسهل عليها الأمور. والله عندما أمر بالصيام، ولما فيه
من المشقة قال: {أياما معدودات} تسهيلا للأمر على النفوس.
22ـ كن معلما مربيا.. لا ملقنا!
ليست مهمة المعلم أن يحقن أذهان الطلاب بالمعلومات، بل المعلم مربِ، فلا
يكن همك هو تنمية الناحية المعرفية عند الطالب بإكسابه معلومات أكثر بل
ليكن هدفك مساعدة الطالب على النمو من جميع الجوانب العقلية والروحية
والجسمية والنفسية والعاطفية، وإكسابه الاتجاهات الصحيحة، واجعل المعلومات
وسيلة لا غاية في ذاتها، فليس المقصود ـ على سبيل المثال ـ أن "يعرف"
الطالب أن الصدق صفة حميدة بل الهدف أن يتمثل الصدق في تعامله وأقواله
وأفعاله.
23ـ انتبه إلى مواهب تلاميذك وقم بتنميتها، ولا تكن جامدا على مقررك!
قلنا إن المعلم مربِ، فعليك أن تتنبه إلى الجوانب الإيجابية ونقاط القوة في
طلابك حتى تنميها وتساعدهم على استغلالها والاستفادة منها. فلا يشغلك ما
أنت فيه من تدريس لمقررك عن التنبه لهذه النقطة، فقد يكون لدى بعض الطلاب
مواهب ومهارات لا تعتني بها المقررات على الوجه المطلوب، فتنبه لهذا النقص
فيها وقم بتكميله، ولا تنس أن المعلم جزء من المنهج! وكم من
الإبداعات وئدت وكم من العقول ذات المواهب أهملت ولم تنمَّ وتوجه التوجيه
الصحيح بسبب غفلة المعلم أو جهله. وتلك ثروات تهدر وطاقات تضيع
سدى!
24ـ راع الفروق الفردية
من المسلمات التربوية أن الطلاب يختلفون في قدراتهم العقلية ومهاراتهم
وسماتهم النفسية، فلا تغفل عن مراعاة هذا الجانب في تعاملك مع طلابك.
فالطالب الذكي المتفوق يحتاج إلى نشاطات تتحدى قدراته حتى يستمر في تفوقه،
والطالب البطيء التعلم يحتاج إلى تأنِ ورفق في التعليم، والطالب الخجول
يحتاج إلى أن يعامل بطريقة لا يتعرض بها إلى الإحراج الشديد أمام زملائه..
وهكذا مع كل نوعية من الطلاب، يجب أن تعاملها بما يناسبها وبما يجعلها أكثر
فعالية. وهذا مع فائدته في هذا الجانب فإنه يجعل الدرس أكثر حيوية بتنويع
أساليب الشرح والتعامل مع الطلاب.
25ـ استخدم الواجبات المنزلية بفعالية
يرى بعض المعلمين أن الواجبات المنزلية تحصيل حاصل أو أمر روتيني يؤدى بلا
هدف، والواقع أن الواجب المنزلي جزء من الدرس ويجب أن يكون مخططا له وله
أهداف محددة. فليس القصد إشغال الطلاب أو إتعابهم.
بعض النقاط المهمة التي تتعلق بالواجب المنزلي:
1ـ حدد الهدف من إعطاء الواجب، هل هو للتمرين والتطبيق، أم للتقويم...؟
2ـ يجب أن لا يكون الواجب مرهقا للطالب، أو كثيرا بحيث يطغى على وقت الواجبات الأخرى أو وقت الراحة.
3ـ تأكد أن الطالب يفهم ما ينبغي عمله، فجهله بالطريقة يجره إلى أحد أمرين:
ا. الحل الخاطئ
ب. النقل من زملائه.
4ـ يستحسن (وأحيانا يجب) أن تبدأ الحل مع الطلاب في الفصل أو تعطي أمثلة محلولة.
تصحيح الواجبات
1ـ إذا أعطيت واجبا فلا بد من تصحيحه بشكل ما، فلا فائدة من واجب لا يصحح.
2ـ تصحيح الواجب لا يعني التأشير عليه، أو كتابة "نظر" أو "شوهد"، بل لا بد أن يكون التصحيح تصحيحا فعلا.
3ـ كن دقيقا في تصحيحك، فمن أقبح الأشياء أن تؤشر بعلامة "الصح" على عمل
خاطئ. تصور الموقف لو قارن الطالب إجابته بإجابة طالب آخر صحيحة، أو لو
حاكمك لدفتر الواجبات عند تصحيحك لورقة أمتحانه!
4ـ لا يكفي أن تشير بعلامة الخطأ على إجابة الطالب بل لابد أن تشير إلى
نوعية الخطأ. وغالبا يستخدم كثير من المعلمين أسلوب الرموز المتفق عليها،
فمثلا الدائرة على الكلمة تدل على الخطأ الإملائي، والخط أسفل الكلمة يدل
الخطأ النحوي .. وهكذا، فهذا يوفر الوقت على المعلم.
26ـ أدِر فصلك بفعالية!
لا تكن أنت المصدر الوحيد للتعلم في الفصل
حاول دائما أن لا تكون أنشطة التعلم متركزة حولك، بل اعمل على جعل الطلاب
يستفيد بعضهم من بعض، ويقومون بالعمل هم بأقل جهد منك، حيث ينحصر دورك في
الإشراف وتسهيل عمليات التعلم. عود الطلاب على طرح الأسئلة على زملائهم،
وعلى الاستنتاج وعدم انتظار المعلومة تأتيهم جاهزة.
كن عادلا في توزيع أنشطة التعلم على الطلاب
يجد كثير من المعلمين أنفسهم ـ دون شعور في كثير من الأحيان ـ يركزون
أنشطتهم على مجموعة قليلة من الطلاب في الفصل، وهم المتميزون، ويغفلون أو
يهملون بقية الفصل. وقد يكون لديهم مسوغ لذلك وهو قولهم: إن الاقتصار على
هذه الفئة تعطي الدرس حيوية، ولو تركناهم وأشركنا جميع الفصل بما فيهم
الطلبة الضعاف لكان الدرس بطيئا ودون حيوية! وهذا بالتأكيد ليس
بمسوغ صحيح. فالدرس ليس للطلاب الجيدين فقط، بل يجب أن يستفيد منه الكل مع
مراعاة الفروق الفردية. وما يناله الفصل بمجموعه عند اشتراكه في أنشطة
الفصل يفوق ما قد يعتري عملية التدريس من بطء أو فتور.
27ـ حافظ على وقت الدرس
الوقت هو الدرس، فبدون الوقت لا تستطيع أن تقدم درسا. حافظ على وقت الدرس
واجعل كل دقيقة فيه تخدم الأهداف التربوية. بإمكانك استخدام الأساليب
التالية للحفاظ على الوقت.
1ـ كن في فصلك في الوقت المحدد
2ـ لا تسمح للطلاب بالتأخر عن وقت الدرس، وعودهم على الحضور قبيل دق الجرس.
3ـ تقيد بقدر الإمكان بخطة الدرس، ولا تستطرد إلا للضرورة.
4ـ تأكد من وجود كل ما تحتاجه في درسك معك في غرفة الفصل وبحالة جيدة.
5ـ كون عادات راتبة (روتين) للأعمال التي ينبغي على الطلاب عملها في كل
درس، مثل جمع دفاتر الواجب أو مسح السبورة، فبدلا من أن تطلب منهم عمل ذلك
كل درس عودهم على طريقة محددة.
6ـ استغل الدرس حتى آخر دقيقة.
وبالتأكيد لا يعني هذا أن يكون الدرس على وتيرة واحدة من الجد والنشاط، لكن المقصود إلا يضيع شيء من الدرس فيما لا فائدة فيه.
28ـ علم الطلاب كيف يتعلمون
يشكو المعلمون وأولياء الأمور من إهمال الطلاب لدروسهم وعدم مذاكرتهم لها،
وهذه حقيقة واضحة ويتفق عليها الجميع بالنسبة لغالبية الطلاب، وحتى الطلاب
المجدون لا يبذلون كل ما في قدرتهم في المذاكرة.
والأسباب متعددة، لكن هناك سبب نغفله وهو من أهم الأسباب، ألا وهو أن كثيرا
من الطلاب لا يعرفون كيف يتعلمون، وكيف يذاكرون؟!
فبدلا من أن نجعل الطالب عالة على المعلم وعلى ولي الأمر، لماذا لا نعلمه كيف يذاكر وكيف يدرس وندربه على ذلك، وستكون النتائج جيدة.
في بداية كل سنة وبالتعاون مع المرشد الطلابي قم بتعليم الطلاب وتدريبهم
على أساليب المذاكرة الصحيحة، بخطوات عملية واضحة. ولا أعني بذلك أن نحث
الطلاب على المذاكرة، ونبين لهم أهمية مراجعة الدروس، أو نقول لهم حضروا
الدرس قبل الشرح وأقرءوه بعده .. فقط، بل لا بد أن نوضح لهم وبالأمثلة: كيف
يقرأون؟ وكيف يستخرجون المعلومات والنقاط الأساسية مما يقرؤونه ؟ و كيف
يستطيعون التركيز والانتباه على ما يقرأونه؟ وما هي الأمور التي تساعد على
المذاكرة الصحيحة.
وهناك كتب متعددة اهتمت بهذا الموضوع يمكن الاستفادة منها.
29ـ علم الطلاب الرجوع إلى مصادر المعلومات
نحن في عصر التفجر المعرفي، وليس من المعقول أن نطلب من الطلاب حفظ كل
المعلومات. والغريب أننا نطلب منهم أن يحفظوا معلومات لو سئل عنها من يحمل
مؤهلا علميا عاليا لما وجد أي غضاضة في الرجوع إلى أقرب مرجع علمي للحصول
عليها. فلماذا لا نكتفي من الطالب بأن يعرف مكان وجود المعلومة وكيف
يستخرجها، دون أن نشغله بالحفظ الذي ينتهي مفعوله غالبا بانتها الاختبار.
وبالتأكيد هذا لا ينطبق على كل المعلومات، فهناك قدر منها لا بد للطالب من
حفظه، لكن لو طبقنا هذه القاعدة لخففنا الكثير من الإجهاد عن الطلاب. يتخرج
الكثير من طلابنا وهو لا يعرف أمات[1][4] المراجع في حقول المعرفة
الأساسية ولا كيف يستخدمها.
علم الطلاب طريقة الحصول على المعلومات بسرعة ومن مصادرها المعتمدة تفتح له قنوات إمداد علمية مستمرة التدفق ومتجددة.
30ـ علم الطلاب كيف يفكرون!
تعود طلابنا أن تعمل لهم الأشياء وتحل لهم المسائل، وحتى إذا قاموا بالعمل
انفسهم فإنهم غالبا يقومون به بطريقة آلية. وذلك لأن طرق التدريس التي
نتبعها تعتمد على التلقين، وإعطاء الأفكار جاهزة.
عود طلابك على استخدام تلك الأجهزة الجبارة التي وهبهم الله:
عقولهم! اطلب منهم دائما أن يفكروا في حل ما يعترضهم من مشاكل.
اطرح عليهم الأسئلة .. استثر أذهانهم، علمهم طرق التفكير السليم وطريقة حل
المشكلات. 3 31- علمهم التفكير الإبداعي.
إن من يلاحظ أطفالنا الصغار يجد في كثير منهم ذكاءً فطريا باهرا**، لكن
سرعان ما "ينطفئ" جزء كبير منه أثناء الدراسة، حتى لتكاد تحس أحيانا أنك
أمام مخلوقات لا تفكر! ترى من المسئول عن هذا الهدر الضخم في
الطاقات الذهنية؟ لا شك أن هناك أسبابا كثيرة، لكن يستطيع المعلم الواعي
إصلاح الشيء الكثير.
وبالمناسبة فإن التفكير الإبداعي ـ على عكس ما هو شائع ـ لا يحتاج إلى ذكاء خارق، بل يحتاج إلى إلمام بطريقته وتدرب عليها.
كيف تعلم طلابك الإبداع
1ـ اجعل جو الفصل متقبلا للأفكار الجديدة والغريبة.
2ـ شجع الطلاب على تحسس واستكشاف البيئة، والتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم تجاهها.
3ـ استقطع شيئا من الوقت لتشجيع الإبداع وتوليد الأفكار.
4ـ شجع الطلاب على الاشتغال بمجالات متعددة، وقدم لهم أنشطة متنوعة وجديدة.
5ـ أخبر الطلاب أن كل شخص يمكن أن يكون مبدعا إلى حد ما.
6ـ علم الطلاب عناصر وطرق الإبداع.
7ـ شجع الطلاب على الاستزادة من المعلومات في مجال معين.
1- اعرف عملية التدريس
إن أي مهنة لا يمكن أن تتقنها وتبرع فيها ما لم تكن ملما بأصولها ومبادئها.
وللتدريس ـ الذي هو عملية التعليم والتعلم ـ أصول وقواعد، منها ما يخص
المعلم ومنها ما يخص المتعلم ومنها ما يخص المادة ومنها ما يخص أسلوب
التعلم ووسائله. وهذا ما يدور حوله غالبا علم النفس التربوي.
2ـ اعرف أهداف التدريس ..
الأهداف العامة/ الأهداف الخاصة / الأهداف السلوكية
للأهداف ـ في أي عمل ـ أهمية كبيرة تتلخص في الآتي:
1ـ توجيه الأنشطة ذات العلاقة في اتجاه واحد، وتمنع التشتت والانحراف.
2ـ إيجاد الدافع للإنجاز، وإبقاؤه فاعلا
3ـ تقويم العمل لمعرفة مدى النجاح والفشل.
3ـ اعرف تلاميذك مستواهم /خصائصهم العمرية/ أفكارهم..
عندما تدخل إلى غرفة الفصل لأول مرة فإنك تواجه عالما مجهولا لديك إلى حد
بعيد. لكنك في الغالب تدخل على فئة متجانسة بشكل عام من حيث العمر والخصائص
النفسية والعاطفية أيضا معرفة مستوى الطلاب الاجتماعي وخلفيتهم الثقافية
ونوعية أفكارهم يفيدك في أسلوب طرح الأفكار وعرض الدرس، واختيار الأمثلة.
4ـ اعدَّ دروسك جيدا
الإعداد الجيد للدرس هو المخطط الي يتوصل به المعلم إلى أهدافه من الدرس وبالتالي إلى درس ناجح.
· خطوات الإعداد
1- تحديد الأهداف
2- الإعداد الذهني
3- الإعداد الكتابي
4- أعد متطلبات الدرس
5- حاول التنبؤ بصعوبات التعلم
6- تدرب على التدريس
5ـ استخدم طريقة التدريس المناسبة
تحديد ما يناسبك من الطرق في ضوء المعايير التالية:
1ـ الدرس المراد شرحه
2ـ نوعية الطلاب
3ـ شخصيتك أنت وقدراتك كمعلم يقوم بتقديم ذلك الدرس.
وتذكر أن: أهداف واضحة ومحددة + طريقة صحيحة = درس ناجح.
بشكل عام، ليكون الدرس ناجحا على المعلم أن:
1ـ يهيئ الطلاب للدرس الجديد بتحديد أهدافه لهم وبيان أهميته.
2ـ يتأكد من معرفة الطلاب لمقدمات الدرس ومتطلباته السابقة
3ـ يقدم الدرس الجديد.
4ـ يلقي الأسئلة على الطلاب ويناقشهم لمعرفة مدى فهمهم.
5ـ يعطي الطلاب الفرصة للممارسة والتطبيق.
6ـ يقيم الطلاب ويعطي لهم تغذية راجعة فورية عما حققوه.
7ـ يعطي الواجب
6ـ كن مبدعا وابتعد عن الروتين
إن التزامك بطريقة واحدة في جميع الدروس، يجعل درسك عبارة عن عمل رتيب
(روتين) ممل، فتكفي رؤيتك مقبلا للفصل لتبعث في نفوس الطلاب الملل والكسل..
7ـ اجعل درسك ممتعا
· توقف وراجع طريقة الدرس إذا رأيت أنها سبب في إملال الطلاب، فالهدف ليس
إكمال خطة الدرس كما كتبت، بل الهدف هو إفادة الطلاب فإذا رأيت أن الخطة لا
تؤدي عملها فاستخدم "خطة للطوارئ"
· استخدم الاسلوب القصصي عند الحاجة، فالنفوس مولعة بمتابعة القصة.
· اسمح بشيء من الدعابة، فالدعابة والمزاح الخفيف
· حاول دائما ـ ما أمكن ـ أن يقوم الطلاب بالنشاط أنفسهم، ·
· رغب الطلاب في عمل ما تريده منهم واجعل الأفكار تأتي منهم!
8ـ استثر دافعية التلاميذ
من الصعب جدا ـ إن لم يكن مستحيلا ـ أن تعلم طالبا ليس لديه دافعيه للتعلم.
استخدم ما تراه مناسبا من الأساليب التي منها:
1- اربط الطلاب بأهداف عليا وسامية
2- استخدم التشجيع والحفز
3- حدد أهدافا ممكنة ومتحدية !
4- أشعل التنافس الشريف!
5- كافئ !
9ـ "إنما بعثت معلما ولم أبعث معنفا!"
تذكر دائما أنك إنما أتيت لتعلم لا لتعاقب من لا يتعلم! وتذكر أيضا
أنه ليس كل عجز في التعلم يرجع سببه إلى الطالب. كن صبورا وتلطف ببطيئي
التعلم والمهملين وثق أن المهمل إذا رأى أن إهماله يزيد من تركيز المعلم
عليه وتلطفه به فسيكف عن سلوكه هذا. وغالبا ما يكون سبب الإهمال البطء في
التعلم وغفلة المعلم عن ذلك.
10ـ اجعل اتجاهك جيدا نحو التلاميذ
1- كن متفائلا
2- اظهر تقديرك لاستجابات الطلاب ومشركاتهم
3- علمهم علو الهمة والطموح
11ـ حافظ على نموك العلمي والتربوي والمهني
يمكنك تنمية نفسك بإحدى الطرق التالية:
1- القرآءات الموجهة
2- اللقاءات التربوية
3- الدورات التدريبية
12ـ كن قدوة في علو الهمة والأمانة والجد
كل كلامك لطلابك عن الخلق الحسن والصفات الحميدة لا يكون له كبير فائدة إذا
لم يرَ منك الطلاب تطبيقا فعليا. فكن قدوة لهم في علو همتك فلا ترض من
الأمور بأدناها، وكن قدوة في جدك فلا يراك طلابك لا همَّ لك إلا الهزل
والمزاح. وكن قدوة في أمانتك فلا يرَ منك الطلاب تفريطا فيها بإهمال
واجباتك الوظيفية والتربوية.
13ـ انتبه إلى ما بين سطور التدريس!
من المسلمات أن التربية ليست حشو أذهان الطلاب بالمعلومات، بل هي إكسابهم
المهارات اللازمة والاتجاهات الصحيحة وتهذيب خلقهم وتنمية مداركهم العقلية.
فما يكتسبه الطلاب من شخصية المعلم وخلقه وهديه في التعامل والتعليم
ونظرته للأشياء وطريقة تفكيره قد تكون أهم من وأنفع للتربية من ما يعطيهم
من معلومات، وهو ما يمكن أن نسميه ما بين سطور التدريس، فهناك دائما أشياء
غير مباشرة يكتسبها الطلاب من المعلم ـ ربما وهو لا يشعر ـ وقد تكون
إيجابية وقد تكون سلبية.
إن المعلم الجاد ذا الخلق الحسن الرفيق بطلابه والمهتم بعمله يكتسب منه
الطلاب حبا للعلم وحبا للمدرسة وحسن خلق في التعامل مع الآخرين مهما كانت
المادة التي يدرسها، والعكس بالعكس! فشخصيتك ذات أثر كبير في
تلاميذك.
14ـ قل: لا أعلم!
يتحرج بعض المعلمين إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: لا أعلم! والواقع
أن الإجابة على سؤآل ما بـ "لا أعلم" أمر يجب أن لا يتحرج منه المعلم
لأمور:
1ـ يجب أن نحترم العلم، ونحترم عقلية الطلاب، فإذا سئلنا عما لا نعلم فلا نتكلف الإجابة ونراوغ، بل نعترف أننا لا نعلم.
2ـ يجب أن نرسخ في أذهاننا وأذهان الطلاب أنه ليس مطلوبا من المعلم (ولا من
الطالب) وليس في مقدوره أن يعلم كل شيء، بل يجب أن يعرف الفرد حدود علمه
وقدراته، فلا يتكلم فيما لا يحسن.
3ـ هذه العبارة: "لا أعلم" إذا قالها المعلم بثقة تزيد من قَدره عند طلابه.
لكن يجب على المعلم أن يرشد طلابه إلى كيفية الحصول على تلك المعلومة المسئول عنها أو يعدهم بالبحث عنها بنفسه.
15ـ استخدم وسائلك التعليمية بفعالية
عندما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبين لأصحابه معنى قول الله
تعالى: { وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل…} خط لهم خطا
مستقيما وقال هذا سبيل الله، وخط خطوطا كثيرة عن يمينه وعن شماله وقال: هذه
السبل…!
وعندما رأى الصحابةَ يتحسسون منديلا من حرير ويتعجبون من لينه ونعومته، قال
صلى الله عليه وسلم: أتعجبون من هذا؟! لمناديل سعد في الجنة أفضل
من هذا!
للوسائل التعليمية أثر كبير في التعلم، فهي:
1ـ توفر على المعلم الكثير من الكلام النظري
2ـ تجذب انتباه الطلاب
3ـ تكسر رتابة الشرح والإلقاء
4ـ تثبت المعلومة
5ـ توضح الفكرة بشكل أكبر من الكلام المجرد.
· استخدم الوسائل المتوفرة ـ سابقة الصنع ـ أو قم بإعدادها أنت أو كلف
الطلاب بذلك قبل الدرس بوقت كاف. يمكنك استغلال حصة النشاط أو حصة التربية
الفنية في ذلك.
· تذكر أن استخدامك للشيء الحقيقي كوسيلة إيضاح أفضل بكثير من استخدام
صورته، ويكون ذلك خبرة مباشرة للطلاب، فمثلا في درس اللغة الإنجليزية، بدلا
من أن تحضر صورة كرة أحضر معك كرة حقيقية. كان أحد معلمي اللغة الإنجليزية
يجد صعوبة في بيان معنى كلمة headmaster للطلاب بحيث يضطر إلى ترجمتها، مع
أن هذا أمر غير مرغوب فيه، ولم يخطر بباله أن يأخذ الطلاب إلى غرفة المدير
ويقول لهم: This is the headmaster. ! مع أن هذا سيسهل عليه
العملية وسيرسخ المعلومة في أذهان الطلاب ويبعث الحيوية في الفصل ويجعل
الموقف أكثر طبيعية.
· تأكد أن الوسيلة واضحة وأن الهدف الذي تريده منها ظاهر للطلاب، فما تراه أنت في الوسيلة قد لا يفهمه الطلاب.
· كلما كانت الوسيلة سهلة وبعيدة عن التعقيد فذلك أفضل.
· اجعل وسيلتك شيقة وجذابة.
· كن مبدعا في وسائلك وابتعد عن التقليد.
· احذر من الوسائل التي قد يكون فيها خطر على الطلاب.
· تأكد أن مكان الدرس مهيأ لاستخدام الوسيلة، مثلا: وجود مسمار أو شريط
لاصق لتعليق اللوحة، مصدر كهرباء، فصل مظلم...إلخ. فسيئٌ جدا أن يحضر
المعلم الوسيلة ثم يمضي وقتا يبحث يمنة ويسرة عن مكان ليعلقها أو يضعها
فيه.
· لا تستخدم وسيلة لا تعرف طريقة تشغيلها، فهذا قد يسبب شيئا من الآتي:
1. إفساد الجهاز، وقد يتضرر الطلاب أو المعلم بذلك.
2. إضاعة الوقت في البحث عن الطريقة الصحيحة لتشغيله.
3. الارتباك والإحراج الذي يقع فيه المعلم أمام طلابه نتيجة لعجزه عن تشغيل الجهاز.
16ـ السبورة .. صديقك الدائم فأحسن استخدامها!
السبورة من أقدم الوسائل التعليمية وأقلها تكلفة، لا يكاد يستغني عنها
معلم، فاعرف كيف تستخدمها بفعالية. يعتقد بعض المعلمين أن استخدام السبورة
أمر عشوائي لا يخضع لأصول وقواعد، وهذا غير صحيح. فالمعلم الناجح يستخدم
السبورة بشكل منظم ولأهداف محددة.
· قم بتقسيم السبورة لقسمين أو ثلاثة، وحدد لكل قسم نوعية معينة من الأشياء
المكتوبة توضع فيه بشكل منظم وواضح، فمثلا، قسم لعناصر الدرس، وقسم للجمل
والعبارات التي يراد لها البقاء طول الدرس، وقسم للعبارات الوقتية التي
يمكن إزالتها أثناء الشرح.
· لا تتكلم وأنت تكتب على السبورة
· عند الكتابة على السبورة حاول أن لا تعطي ظهرك للطلاب، بل اعطهم جنبك.
· لا تكتب شيئا خطأ على السبورة، وإذا دعت ضرورة ملحة لذلك فسارع في إزالته.
· استخدم الطباشير الملون بطريقة منظمة، بحيث يساعد الطالب على استيعاب عمليتي التصنيف أو الربط بين الأشياء.
· تأكد أن الكتابة واضحة ويمكن رؤيتها للطلاب في آخر الفصل.
استخدم جهاز عرض فوق الرأس قد يكون أكثر فعالية إذا تدربت عليه وأعددت المواد بشكل جيد. فهو:
1. يوفر الوقت الذي تصرفه في الكتابة على السبورة.
2. يجعلك تواجه الطلاب دائما.
3. يكون حلا لمشكلة سوء الخط عند بعض المعلمين.
17ـ "لا تغضب..!"
غضب المعلم في الفصل على تلاميذه من أكثر الأشياء التي تجعله متوتر الأعصاب
ومن ثم يفقد السيطرة على فصله، وتجعل الفصل في جو من الخوف والرهبة. وقد
يقود الغضب المعلم إلى تصرفات تكون عواقبها وخيمة. والفصل ذو المعلم الغاضب
بيئة مناسبة لمشاكل الطلاب.
كيف تتجنب الغضب
1ـ تعرف على خصائص السلوك العامة للمرحلة التي تدرسها.
أكثر ما يثير غضب المعلم هو تصرف يصدر من بعض الطلاب وقد يكون بغير قصد،
فمما يمنع ذلك الغضب أن تتعرف على خصائص السلوك للمرحلة التي يمر بها
طلابك، فهذا يجعلك تنظر إلى ذلك السلوك بمنظار أكثر واقعية وموضوعية، فلا
يكون بالحجم الذي تصورته. فمثلا إذا قام طالب بالتحدث مع زميله أثناء الشرح
فإن هذا التصرف في "عرف" الكبار غير سليم ويثير الغضب حقا، لكن إذا نظرت
له على أنه تصرف من طفل أو مراهق يصعب عليه بطبيعته أن يبقى فترة طويلة
ساكتا وبدون حراك، بدا لك الأمر طبيعيا أكثر.
2ـ توقع السلوك
معرفتك أيضا لنوعيات السلوك في المرحلة العمرية لطلابك يجعلك تتوقع بعض
التصرفات، فإذا حدثت لم يكن ذلك مفاجئا بل تكون قد أعددت نفسك للتصرف
السليم حيالها.
احرص على اقتناء ومطالعة مرجع موثوق في علم نفس النمو.
3ـ لا تهول الأمر!
لا تتصور أن كل تصرف غير مرغوب يقوم به الطالب فالمقصود به إغاظة المعلم أو
إفساد جو الدرس، فهذه النظرة تجلب الغضب فعلا. حاول ـ ما أمكن ـ أن تنظر
إلى تلك السلوكيات على أنها أخطاء فحسب. وأن كثيرا من السلوكيات التي
تغضبنا إنما هي تصرفات طبيعية بالنسبة للطلاب خاصة في المرحلة الابتدائية
والمتوسطة.
موسى ـ عليه السلام ـ وهو نبي الله المكلَّم، لم يتمالك نفسه مع معلمه
الخَضِر فكرر السؤآل عن أسباب ما يفعله الخضر من أمور رغم أنه قد وعده ألا
يسأله عنها ورغم تنبيه الخضر له بعد كل سؤآل.
4ـ إياك والظلم..!
الغضب غالبا يدعو للعقاب، وأحيانا الانتقام، والانتقام مظنة الظلم، فاحذر
الظلم، فبالإضافة إلى ما يسببه من أثر نفسي للطلاب، فهو معصية لله وظلمات
يوم القيامة.
18ـ أحسن التعامل مع مثيري المشاكل من الطلاب
لا نكن مثاليين! ففي كل فصل يوجد طالب أو أكثر يتسببون في إثارة
المشاكل وإعاقة عملية التدريس بشكل أو بآخر. هناك بعض الأساليب للتغلب على
هذه المشكلة أو التخفيف منها. تأمل معي الخطوات التالية:
1ـ اجعل فصلك ممتلئا بالحيوية والنشاط حتى لا تسمح للملل بالدخول إلى نفوس الطلاب.
2ـ ابحث دائما عن السبب الذي يدعو الطالب لإثارة المشاكل وقم بإزالته إن
أمكن. قد يكون السبب وجوده بجانب طالب آخر قم بالتفريق بينهما. قد يكون
للتعبير عن تضايقه من شيء معين أو لجلب الانتباه إليه، تعامل مع كل سبب بما
يناسبه.
3ـ اجعل ذلك الطالب في مقدمة الفصل حتى يكون تحت نظرك وبالقرب منك.
4ـ ليس كل مشكلة يثيرها الطالب تحتاج إلى أن توقف الدرس وتعالجها، من
التصرفات ما يكون مجرد النظر إلى الطالب أو المرور بجانبه والتربيت على
كتفه كافيا لإنهائه دون أن يشعر الآخرون.
5ـ من أكثر ما يسبب هذه المشاكل فراغ الطالب فأشغل الطلاب، ولا يكفي أن تنشغل أنت فقط بالتدريس!
6ـ استخدم أسلوب الاستدعاء بعد نهاية الحصة والتفاهم مع الطالب بشكل ودي. حاول أن تأخذ منه وعدا ألا يكرر ما حدث.
7ـ حاول نقل الطالب لفصل آخر.
8ـ استعن بالمرشد الطلابي.
وقبل ذلك كله تأكد أن طلابك يعرفون بالتحديد ما تريد منهم أن يعملوه وما تريد أن لا يعملوه.
لا تستخدم الضرب! لن أدخل معك هنا في الجدل المعتاد حول الموضوع،
واختلاف الآراؤ في ذلك. فالشيء الأكيد أن استخدام المعلم للضرب ممنوع نظاما
منعا باتا، وهذا يكفيك للتخلي عنه.
19ـ خطط ونفد وقيم و شاور تلاميذك وأشركهم في شيء من التخطيط
التخطيط من أسس النجاح في كل عمل. خطط لما تقوم به من أعمال في الفترة أو
في الفصل الدراسي أو في السنة. الأنشطة والواجبات الإضافية كل ذلك يحتاج
إلى تخطيط حتى يعطي ثماره المرجوة.
والتخطيط لا يفيد ما لم ينفعه تنفيذ دقيق متقن وتقويم لما تم إنجازه.
شاور تلاميذك فيما تنوي أن تعمله ـ ما أمكن ـ فذلك يعودهم على مبدأ الشورى وإبداء الرأي وكذلك يجعلهم يتحمسون لما تريد عمله.
20ـ اعمل اختباراتك بشكل جيد بحيث تكون تقييما لك أيضا!
يقال إن الاختبار عملية ضابطة تقيس أداء المعلم والمستوى التحصيلي للطلاب.
وعمل الاختبارات علم له قواعده وأسس علمية من حيث وضع واختيار الأسئلة
وأنواعها وضوابط كل نوع، ويخطئ بعض المعلمين في ظنه أن وضع مجموعة من
الأسئلة كافية لاختبار الطلاب مادامت من داخل المقرر.
· تأمل هذه القواعد:
1. ضع هدفا للاختبار
2. حدد الوقت المخصص للاختبار وحدد عدد ونوعية الأسئلة بناء عليه.
3. قم بتحليل المادة الدراسية
4. ضع الأسئلة بحيث يكون هناك تناسب بين الأسئلة الموضوعة وأجزاء المادة.
5. اجعل الأسئلة واضحة جدا وخالية من أي لبس أو إيهام، وتذكر أن الاختبار الصادق هو الذي يقيس ما وضع لقياسه!
· أسئلة موضوعية أم مقالية ؟!
استخدم الأسئلة الموضوعية إذا كنت تريد قياس القدرة على تذكر الحقائق، وإذا كان وقت تصحيح الأسئلة قصيرا.
ضوابط صياغة الأسئلة الموضوعية:
أسئلة "الصح" والخطأ
1. لا تضع الجملة نصا حرفيا من الكتاب، بل أعد صياغتها حتى لا يكون الجواب بناء على إلف العبارة لا على الفهم.
2. تجنب التعابير الغامضة أو غير المحددة.
3. تجنب تعابير وصيغ العموم، مثل: "دائما" أو "كلّ" أو "أبدا" ...إلخ، إذ أنها توحي غالبا أن العبارة خاطئة.
4. يجب أن تكون الإجابة واحدة ومحددة وقاطعة.
أسئلة الاختيار من متعدد
1. يفضل أن تكون الخيارات ثلاثة أو أربعة.
2. يجب أن تكون الخيارات صحيحة من الناحية الإعرابية، حتى لا يكون إعراب
الكلمة دليلا على الاختيار (هذا ما لم يكن المقصود قياس القدرة
اللغوية!)
3. تجنب وضع عبارة: "كل ما سبق" ضمن الخيارات، إذا أن معرفة الطالب لخيار خاطئ يدل على خطأ هذا الخيار.
4. ابتعد عن العبارات المنفية أو أساليب الاستثناء، لأن ذلك يربك فهم الطالب.
5. لابد أن تكون الخيارات متقاربة ومنطقية.
6. اجعل أصل العبارة (الجزء الأول منها) يشتمل على مسألة واحدة فقط، واستبعد أي معلومات ليست ضرورية.
أسئلة الربط
1. يفضل أن تكون عناصر القائمة الأولى أكثر من القائمة الثانية
2. يجب أن لا يرتبط العنصر في كل قائمة إلا بعنصر واحد من القائمة الثانية، وفي حالة خلاف ذلك نبه الطلاب له.
3. اجعل الربط عن طريق الأرقام أو الحروف وليس عن طريق رسم خطوط.
أسئلة إكمال الفراغ
1. اجعل الجملة تحتوى على إشارات وقرائن تحدد بالضبط الكلمة المطلوبة
2. لا تعط أكثر من فراغين في الجملة، حيث أن ذلك يجعلها غامضة.
3. اجعل الفراغ في آخر الجملة ما أمكن، حتى يتضح المطلوب أكثر.
استخدم الأسئلة المقالية إذا أردت:
1. أن تقيم فهم الطالب للمصطلحات الأساسية المهمة في مقرر ما.
2. أن تعرف قدرة الطالب على المقارنة والموازنة بين الأحداث والمفاهيم والأشياء أو الربط بينها.
3. أن تقيس القدرة الإبداعية والتخيلية لدى الطالب.
ضوابط وضع الأسئلة المقالية
1. حدد طول الإجابة المتوقعة بالكلمات أو بالصفحة، حتى يكون لدى الطالب تصور عن طول الإجابة المتوقع.
2. ضع نموذجا للجواب الصحيح ووزع عليه الدرجات بدقة، حتى يكون التصحيح أكثر موضوعية.
3. اعط الوقت الكافي للإجابة.
4. إذا كنت ستحاسب على الأخطاء الإملائية أو النحوية أو على الخط فأعلم الطلاب بذلك مقدما.
· وماذا عن الاختبارات الشفهية؟!
قد تحتاج للاختبارات الشفهية في بعض المواد لقياس المهارات الشفهية
كالقراءة الجهرية، وأقول الجهرية لأن القراءة الصامتة يقصد منها الاستيعاب
وهذه قد تختبر تحريريا.
عند وضع الاختبار تأكد من تحديد الهدف منه، وتأكد من المهارة أو الناحية
التربوية التي تريد قياسها. بعض المعلمين يظن أن الفرق بين الاختبار الشفهي
والاختبار التحريري هو أن الطالب في الأول يتكلم بالجواب وفي الثاني يكتبه
كتابة، وهذا غير صحيح، فالفرق هو أن الاختبار الشفهي يقيس المهارات
الشفهية، كالمحادثة والإلقاء والتجويد، ونحوها. فليس بصحيح ـ مثلا ـ أن
نسأل الطالب في اختبار شفهي للغة الإنجليزية أن يتهجى كلمة من حفظة، إذ أن
هذه مهارة كتابية.
· راع القواعد التالية في الاختبارات الشفهية:
1. ابدأ بالأسئلة السهلة لإزالة ما قد يقع في نفس الطالب من توتر.
2. فاتح الطالب ـ بعد رد السلام ـ بالتحية ولاطفه ببعض الكلمات المشجعة، وأكثر منها إذا رأيت عليه رهبة الامتحان.
3. تجنب امتحان الطالب أمام زملائه، خاصة الطالب الخجول.
21ـ "يسروا ولا تعسروا..!"
من المعلمين من يرى أن نجاحه في التعليم يقاس بمدى تشديده على طلابه وتشدده
معهم، فالواجبات عليهم مضاعفة ولا بد من أن تكون الحلول نموذجية،
والاختبارات صعبة ومحبطة. وهذا غير صحيح، فالتيسير مطلب شرعي وتربوي،
والمعلم الناجح هو الذي يأخذ بأيدي طلابه ويصعد بهم شيئا فشيئا بالحفز
والترغيب وشيء من الترهيب، أما التشديد والتعنت فكل يحسنه! والنفوس
دائما تميل إلى من يسهل عليها الأمور. والله عندما أمر بالصيام، ولما فيه
من المشقة قال: {أياما معدودات} تسهيلا للأمر على النفوس.
22ـ كن معلما مربيا.. لا ملقنا!
ليست مهمة المعلم أن يحقن أذهان الطلاب بالمعلومات، بل المعلم مربِ، فلا
يكن همك هو تنمية الناحية المعرفية عند الطالب بإكسابه معلومات أكثر بل
ليكن هدفك مساعدة الطالب على النمو من جميع الجوانب العقلية والروحية
والجسمية والنفسية والعاطفية، وإكسابه الاتجاهات الصحيحة، واجعل المعلومات
وسيلة لا غاية في ذاتها، فليس المقصود ـ على سبيل المثال ـ أن "يعرف"
الطالب أن الصدق صفة حميدة بل الهدف أن يتمثل الصدق في تعامله وأقواله
وأفعاله.
23ـ انتبه إلى مواهب تلاميذك وقم بتنميتها، ولا تكن جامدا على مقررك!
قلنا إن المعلم مربِ، فعليك أن تتنبه إلى الجوانب الإيجابية ونقاط القوة في
طلابك حتى تنميها وتساعدهم على استغلالها والاستفادة منها. فلا يشغلك ما
أنت فيه من تدريس لمقررك عن التنبه لهذه النقطة، فقد يكون لدى بعض الطلاب
مواهب ومهارات لا تعتني بها المقررات على الوجه المطلوب، فتنبه لهذا النقص
فيها وقم بتكميله، ولا تنس أن المعلم جزء من المنهج! وكم من
الإبداعات وئدت وكم من العقول ذات المواهب أهملت ولم تنمَّ وتوجه التوجيه
الصحيح بسبب غفلة المعلم أو جهله. وتلك ثروات تهدر وطاقات تضيع
سدى!
24ـ راع الفروق الفردية
من المسلمات التربوية أن الطلاب يختلفون في قدراتهم العقلية ومهاراتهم
وسماتهم النفسية، فلا تغفل عن مراعاة هذا الجانب في تعاملك مع طلابك.
فالطالب الذكي المتفوق يحتاج إلى نشاطات تتحدى قدراته حتى يستمر في تفوقه،
والطالب البطيء التعلم يحتاج إلى تأنِ ورفق في التعليم، والطالب الخجول
يحتاج إلى أن يعامل بطريقة لا يتعرض بها إلى الإحراج الشديد أمام زملائه..
وهكذا مع كل نوعية من الطلاب، يجب أن تعاملها بما يناسبها وبما يجعلها أكثر
فعالية. وهذا مع فائدته في هذا الجانب فإنه يجعل الدرس أكثر حيوية بتنويع
أساليب الشرح والتعامل مع الطلاب.
25ـ استخدم الواجبات المنزلية بفعالية
يرى بعض المعلمين أن الواجبات المنزلية تحصيل حاصل أو أمر روتيني يؤدى بلا
هدف، والواقع أن الواجب المنزلي جزء من الدرس ويجب أن يكون مخططا له وله
أهداف محددة. فليس القصد إشغال الطلاب أو إتعابهم.
بعض النقاط المهمة التي تتعلق بالواجب المنزلي:
1ـ حدد الهدف من إعطاء الواجب، هل هو للتمرين والتطبيق، أم للتقويم...؟
2ـ يجب أن لا يكون الواجب مرهقا للطالب، أو كثيرا بحيث يطغى على وقت الواجبات الأخرى أو وقت الراحة.
3ـ تأكد أن الطالب يفهم ما ينبغي عمله، فجهله بالطريقة يجره إلى أحد أمرين:
ا. الحل الخاطئ
ب. النقل من زملائه.
4ـ يستحسن (وأحيانا يجب) أن تبدأ الحل مع الطلاب في الفصل أو تعطي أمثلة محلولة.
تصحيح الواجبات
1ـ إذا أعطيت واجبا فلا بد من تصحيحه بشكل ما، فلا فائدة من واجب لا يصحح.
2ـ تصحيح الواجب لا يعني التأشير عليه، أو كتابة "نظر" أو "شوهد"، بل لا بد أن يكون التصحيح تصحيحا فعلا.
3ـ كن دقيقا في تصحيحك، فمن أقبح الأشياء أن تؤشر بعلامة "الصح" على عمل
خاطئ. تصور الموقف لو قارن الطالب إجابته بإجابة طالب آخر صحيحة، أو لو
حاكمك لدفتر الواجبات عند تصحيحك لورقة أمتحانه!
4ـ لا يكفي أن تشير بعلامة الخطأ على إجابة الطالب بل لابد أن تشير إلى
نوعية الخطأ. وغالبا يستخدم كثير من المعلمين أسلوب الرموز المتفق عليها،
فمثلا الدائرة على الكلمة تدل على الخطأ الإملائي، والخط أسفل الكلمة يدل
الخطأ النحوي .. وهكذا، فهذا يوفر الوقت على المعلم.
26ـ أدِر فصلك بفعالية!
لا تكن أنت المصدر الوحيد للتعلم في الفصل
حاول دائما أن لا تكون أنشطة التعلم متركزة حولك، بل اعمل على جعل الطلاب
يستفيد بعضهم من بعض، ويقومون بالعمل هم بأقل جهد منك، حيث ينحصر دورك في
الإشراف وتسهيل عمليات التعلم. عود الطلاب على طرح الأسئلة على زملائهم،
وعلى الاستنتاج وعدم انتظار المعلومة تأتيهم جاهزة.
كن عادلا في توزيع أنشطة التعلم على الطلاب
يجد كثير من المعلمين أنفسهم ـ دون شعور في كثير من الأحيان ـ يركزون
أنشطتهم على مجموعة قليلة من الطلاب في الفصل، وهم المتميزون، ويغفلون أو
يهملون بقية الفصل. وقد يكون لديهم مسوغ لذلك وهو قولهم: إن الاقتصار على
هذه الفئة تعطي الدرس حيوية، ولو تركناهم وأشركنا جميع الفصل بما فيهم
الطلبة الضعاف لكان الدرس بطيئا ودون حيوية! وهذا بالتأكيد ليس
بمسوغ صحيح. فالدرس ليس للطلاب الجيدين فقط، بل يجب أن يستفيد منه الكل مع
مراعاة الفروق الفردية. وما يناله الفصل بمجموعه عند اشتراكه في أنشطة
الفصل يفوق ما قد يعتري عملية التدريس من بطء أو فتور.
27ـ حافظ على وقت الدرس
الوقت هو الدرس، فبدون الوقت لا تستطيع أن تقدم درسا. حافظ على وقت الدرس
واجعل كل دقيقة فيه تخدم الأهداف التربوية. بإمكانك استخدام الأساليب
التالية للحفاظ على الوقت.
1ـ كن في فصلك في الوقت المحدد
2ـ لا تسمح للطلاب بالتأخر عن وقت الدرس، وعودهم على الحضور قبيل دق الجرس.
3ـ تقيد بقدر الإمكان بخطة الدرس، ولا تستطرد إلا للضرورة.
4ـ تأكد من وجود كل ما تحتاجه في درسك معك في غرفة الفصل وبحالة جيدة.
5ـ كون عادات راتبة (روتين) للأعمال التي ينبغي على الطلاب عملها في كل
درس، مثل جمع دفاتر الواجب أو مسح السبورة، فبدلا من أن تطلب منهم عمل ذلك
كل درس عودهم على طريقة محددة.
6ـ استغل الدرس حتى آخر دقيقة.
وبالتأكيد لا يعني هذا أن يكون الدرس على وتيرة واحدة من الجد والنشاط، لكن المقصود إلا يضيع شيء من الدرس فيما لا فائدة فيه.
28ـ علم الطلاب كيف يتعلمون
يشكو المعلمون وأولياء الأمور من إهمال الطلاب لدروسهم وعدم مذاكرتهم لها،
وهذه حقيقة واضحة ويتفق عليها الجميع بالنسبة لغالبية الطلاب، وحتى الطلاب
المجدون لا يبذلون كل ما في قدرتهم في المذاكرة.
والأسباب متعددة، لكن هناك سبب نغفله وهو من أهم الأسباب، ألا وهو أن كثيرا
من الطلاب لا يعرفون كيف يتعلمون، وكيف يذاكرون؟!
فبدلا من أن نجعل الطالب عالة على المعلم وعلى ولي الأمر، لماذا لا نعلمه كيف يذاكر وكيف يدرس وندربه على ذلك، وستكون النتائج جيدة.
في بداية كل سنة وبالتعاون مع المرشد الطلابي قم بتعليم الطلاب وتدريبهم
على أساليب المذاكرة الصحيحة، بخطوات عملية واضحة. ولا أعني بذلك أن نحث
الطلاب على المذاكرة، ونبين لهم أهمية مراجعة الدروس، أو نقول لهم حضروا
الدرس قبل الشرح وأقرءوه بعده .. فقط، بل لا بد أن نوضح لهم وبالأمثلة: كيف
يقرأون؟ وكيف يستخرجون المعلومات والنقاط الأساسية مما يقرؤونه ؟ و كيف
يستطيعون التركيز والانتباه على ما يقرأونه؟ وما هي الأمور التي تساعد على
المذاكرة الصحيحة.
وهناك كتب متعددة اهتمت بهذا الموضوع يمكن الاستفادة منها.
29ـ علم الطلاب الرجوع إلى مصادر المعلومات
نحن في عصر التفجر المعرفي، وليس من المعقول أن نطلب من الطلاب حفظ كل
المعلومات. والغريب أننا نطلب منهم أن يحفظوا معلومات لو سئل عنها من يحمل
مؤهلا علميا عاليا لما وجد أي غضاضة في الرجوع إلى أقرب مرجع علمي للحصول
عليها. فلماذا لا نكتفي من الطالب بأن يعرف مكان وجود المعلومة وكيف
يستخرجها، دون أن نشغله بالحفظ الذي ينتهي مفعوله غالبا بانتها الاختبار.
وبالتأكيد هذا لا ينطبق على كل المعلومات، فهناك قدر منها لا بد للطالب من
حفظه، لكن لو طبقنا هذه القاعدة لخففنا الكثير من الإجهاد عن الطلاب. يتخرج
الكثير من طلابنا وهو لا يعرف أمات[1][4] المراجع في حقول المعرفة
الأساسية ولا كيف يستخدمها.
علم الطلاب طريقة الحصول على المعلومات بسرعة ومن مصادرها المعتمدة تفتح له قنوات إمداد علمية مستمرة التدفق ومتجددة.
30ـ علم الطلاب كيف يفكرون!
تعود طلابنا أن تعمل لهم الأشياء وتحل لهم المسائل، وحتى إذا قاموا بالعمل
انفسهم فإنهم غالبا يقومون به بطريقة آلية. وذلك لأن طرق التدريس التي
نتبعها تعتمد على التلقين، وإعطاء الأفكار جاهزة.
عود طلابك على استخدام تلك الأجهزة الجبارة التي وهبهم الله:
عقولهم! اطلب منهم دائما أن يفكروا في حل ما يعترضهم من مشاكل.
اطرح عليهم الأسئلة .. استثر أذهانهم، علمهم طرق التفكير السليم وطريقة حل
المشكلات. 3 31- علمهم التفكير الإبداعي.
إن من يلاحظ أطفالنا الصغار يجد في كثير منهم ذكاءً فطريا باهرا**، لكن
سرعان ما "ينطفئ" جزء كبير منه أثناء الدراسة، حتى لتكاد تحس أحيانا أنك
أمام مخلوقات لا تفكر! ترى من المسئول عن هذا الهدر الضخم في
الطاقات الذهنية؟ لا شك أن هناك أسبابا كثيرة، لكن يستطيع المعلم الواعي
إصلاح الشيء الكثير.
وبالمناسبة فإن التفكير الإبداعي ـ على عكس ما هو شائع ـ لا يحتاج إلى ذكاء خارق، بل يحتاج إلى إلمام بطريقته وتدرب عليها.
كيف تعلم طلابك الإبداع
1ـ اجعل جو الفصل متقبلا للأفكار الجديدة والغريبة.
2ـ شجع الطلاب على تحسس واستكشاف البيئة، والتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم تجاهها.
3ـ استقطع شيئا من الوقت لتشجيع الإبداع وتوليد الأفكار.
4ـ شجع الطلاب على الاشتغال بمجالات متعددة، وقدم لهم أنشطة متنوعة وجديدة.
5ـ أخبر الطلاب أن كل شخص يمكن أن يكون مبدعا إلى حد ما.
6ـ علم الطلاب عناصر وطرق الإبداع.
7ـ شجع الطلاب على الاستزادة من المعلومات في مجال معين.
مواضيع مماثلة
» قواعد الانجليزية خطوة خطوة
» تعلم رسم النحلة خطوة خطوة
» طرق تمهيدية لتدريس الإنجليزية
» طرق تمهيدية لتدريس الإنجليزية
» طرق تمهيدية لتدريس الإنجليزية ( 2 )
» تعلم رسم النحلة خطوة خطوة
» طرق تمهيدية لتدريس الإنجليزية
» طرق تمهيدية لتدريس الإنجليزية
» طرق تمهيدية لتدريس الإنجليزية ( 2 )
اردني انجلش :: منتديات اللغة الانجليزية :: منتديات اللغة الانجليزية :: منتدى تحضير دروس اللغة الانجليزية :: دروس في التحضير
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى