طرق التدريس
صفحة 1 من اصل 1
طرق التدريس
طرق التدريس
أهداف البحث :
المساهمة في :
v الإلمام بأهم التوجهات التربوية الراهنة
v فهم مختلف فروع العلوم التربوية و مجالات تطبيقاتها العملية
v إتقان استخدام أدوات البحث في مجال التربية
v إدراك مكونات العمل التربوي الرئيسية
v الكشف عن معوقات العمل التربوي الممكنة ووضع تصورات لتجاوزها
v المقارنة بين الأساليب التقليدية والأساليب الحديثة في طرق التدريس والتربية.
v
الكشف عن التعليم المتميز في مختلف حقول المعرفة مما يرفد مختلف القطاعات،
ومن ثم اختيار كل مربٍ لما يراه مناسبا كطريقة لتدريس مادته.
v التعرف إلى سمات المتعلم الجيد وخصائصه
v توظف مهارات التخطيط والتنظيم في التعليم.
v التعرف على مبادئ الحوار الهادف.
v توظيف مهارات حل المشكلات في معالجة مشكلات مستمدة من أرض الواقع.
وهذا مخلص آخر للأهداف:
o التعرف على مفهوم أسلوب التدريس .
o التعرف على طبيعة أسلوب التدريس .
o التمييز بين أساليب التدريس المختلفة .
o تطبيق أساليب تدريس مناسبة لطبيعة الموضوع الذي تقوم بتدريسه .
o كتابة تقارير عن أساليب التدريس الحديثة باستخدام المجلات التربوية والمكتبة .
o تكوين اتجاه إيجابي نحو أساليب التدريس التي تسمح له بتحقيق أهداف الدرس .
اللهم ارزقني فهم النبيين وحفظ المرسلين والملائكة المقربين.
1. مقدمة:
لما
كانت التربية تُعنى بفلذات الأكباد، ليكونوا حملة للأمجاد، ولما كان
الأبناء محط الأنظار، تحاورت بشأنهم كل الأفكار، وتعددت طرق التدريس
والتمحيص، فتعددت طرق التدريس ، فصار هَمُّ المربين والباحثين، الغور في
أفضل التجارب للتأسيس.
فتألفت في المجتمعات ينابيع العلم والمعرفة،
مشاعل الضياء. . وانتشر المعلمون في كل الأنحاء….يتثون العلم ويلقون
بالمعرفة فهم فرسان التربية وحاملي مشاعلها، فإليهم أسمى تحية.
منذ
أواسط الستينات من القرن المنصرم أضحت التربية بعدا مهما من أبعاد التنمية
الاقتصادية و الاجتماعية، في تحليل الظواهر الاجتماعية عموما وما يتصل بها
بتنمية الإنسان و المجتمع على وجه الخصوص. وبذلك أصبح الاستثمار في مجالات
النشاط الإنساني، و هو ما أدى التوازي إلى إعطاء مبدأ الفعالية قيمة
جوهرية.
إن أية إجراءات تتخذ لحماية البيئة والمحافظة عليها ومواجهة
مشكلاتها ينبغي أن تبدأ بالإنسان باعتباره المسؤول عن ظهور هذه المشكلات
وذلك نتيجة سلوكه تجاه بيئته وتبصره مشكلاتها وقضاياها المختلفة مما يجعله
يسعى إلى فرض القوانين والتشريعات التي تضمن حماية بيئته، والأساس في هذا
الشأن يرجع إلى تربية الإنسان نفسه تربية بيئية يفهم من خلالها أسس التفاعل
الصحيح مع بيئته ويقتنع بأهمية المحافظة عليها ويسلك السلوك البيئي
المناسب تجاهها ولن يتم ذلك إلا من خلال المؤسسات التربوية المختلفة التي
يهتم بتنمية ميوله ومعارفه واتجاهاته نحو بيئته
أشير هنا، إلى تطور
النظريات التربوية تبعا لتطور الفكر الفلسفي والسوسيولوجي و انتشار مبدأي
الديمقراطية و حقوق الإنسان بالشكل الذي أصبح معه الفرد لاعبا رئيسيا في
تربيته الذاتية و سعيه الشخصي للحصول على المعارف و المعلومات بحسب ما
يتطلبه تكيفه مع الحياة المهنية والاجتماعية و ما تدفعه إليه تطلعاته
الشخصية.
وفوق هذا وذاك، علينا التعريج على حاجات المجتمع المتزايدة
للمختصين في مجالات العلوم الإنسانية عموما و العلوم التربوية خصوصا تبعا
لإدراك أصحاب القرار أهمية إضفاء البعد الإنساني على كل نشاط بشري لما لذلك
من أثر على الجدوى الاقتصادية من ناحية و على توازن العامل الاجتماعي على
الصعيد الشخصي من ناحية أخرى و للتفاعل الممكن بين هذا المتغير و ذاك.
هذه
بعض العوامل المؤدية إلى الحاجة للعلوم الإنسانية التي من بينها علوم
التربية في مجتمع مازال في طور النمو وجعل من تحقيق الامتياز شعارا يسعى من
ورائه إلى الانخراط في المجتمع الإنساني و الاقتراب قدر الإمكان من
المجتمعات المتقدمة.
ولما كان التواصل والتفاعل الذي يحدث بين
الإنسان والبيئة التي يعيش فيها مركزاً مهماً في مجال البحوث والدراسات
التربوية التي تستهدف تحسين وتطوير ممارسات التعلّم والتعليم وتطويرها،
وتحسين نوعية مخرجات التعلّم المرتبطة بتلك الممارسات ومستواها. فإن نظرية
التفاعل الاجتماعي في التعلم تقول: إنّه رغم استحالة أي تصرف إنساني، في
غياب الكائن الحي والبيئة التي يعيش فيها، فإنّ الإنسان لا يتعلم إلا
بالتفاعل والتواصل مع الآخرين، وإنّ السلوك الذي يظهر سيعكس بالطبع حاجات
الفرد ومجتمعه وتوقعاتهما وقيمهما.
ذلك أن العلاقة بين التعلم
والتواصل علاقة عضوية وظيفية تبادلية، فالتعلم لا ينشاً في فراغ ولا من
فراغ، وإنما في وسط تفاعلي نشط بين الأطراف المشاركة فيه في سياق خبرة
خاصة. وقد يكون للطرف التواصلي حضور مباشر وجهاً لوجه مع الطرف الآخر أو
الأطراف الأخرى
وهكذا يمكننا النظر إلى عمليات التعلّم والتعليم
بوصفها عمليات تواصل وتفاعل هادفة، أي أنها عمليات بناء منظومة من الرسائل
المتبادلة ما فيه من الأهداف والتعليمات والاستجابات، بقصد إحداث تغييرات
وتطويرات سلوكية محددة في الإنسان. وقد تكون تلك التغيرات المقصودة
والمرغوب فيها في أي من مجالات المعرفة كالحقائق أو المفاهيم والمبادئ أو
النظريات والمهارات العقلية. . أو في مجالات الأداء النفسي والحركي
كالمهارات الأدائية العملية والتعلمية والفنية والاجتماعية والمهنية أو في
مجالات تهذيب الانفعالات والعاطفة، وتطوير الوجدان كالاتجاهات والميول
والعادات والقيم.
من هنا كانت كفايات التواصل بأشكالها ووسائطها
المختلفة (اللفظية وغير اللفظية) وإتقان مهاراتها وفنونها متطلباً أساسياً
لمقدرة الفرد على التعلّم؛ لأنّ التعلم تواصل والتعليم تواصل، ومن لا يتقن
فنون التواصل ومهاراته لا يستطيع النجاح في أداء مهماته وتحقيق أهدافه؛
فأنماط ووسائط التواصل التي يستخدمها المرء في سعيه لتحقيق غاياته، ومدى
إتقانه لمهارات استخدام تلك الأنماط والوسائط هي التي تقرر مدى نجاحه أو
إخفاقه في بلوغ أهدافه، فهي إمّا "أنْ تعيق العملية التعليمية أو تدفعها في
الاتجاهات المرغوب فيها" ويرى كثير من المربين "أنّ التربية بمجملها شكل
من أشكال التواصل، وأنّ المنهاج التربوي بكليته، الظاهر منه والخفي هو شكل
من أشكال التواصل .
والتواصل بهذا المعنى يشمل التفاعل مع كل ما هو
مرئي ومكتوب ومسموع، من كلام وصور وأفعال وحركات وإيماءات، وأعمال تؤثر في
طبيعة اتجاه التفاعل وشدته، والتواصل بين الأطراف المشاركة والمشتركة فيه.
والتواصل الفعّال هو الأداة الرئيسة في التعلم وتحقيق أهداف المنهاج المقرر
بوجهيه الظاهر والباطن.
ختاما لمقدمتي هذه أقول: إن طرق التدريس
التقليدية التي أشبعت نقدا وقدحا لم يأت بها المعلم من بيته وإنما هي
مهارات تعلمها واكتسبها في المؤسسة التي تخرج منها, فإذا لم نغير نمط
التأهيل الأساسي للمعلم فان التدريب أثناء الخدمة لا يساعد كثيرا على جعل
المعلم يطبق بكفاءة أساليب تدريب حديثة مثل التعليم التعاوني والتعلم
الذاتي والتفكير الإبداعي ومهارات البحث العلمي والاستنباط والاستقراء
واستخدام تقنيات التعليم الحديثة وغيرها, ومن الصعوبة بمكان تحقيق افضل
معدلات تأهيل المعلمين بدون تأهيل مدربين أكفاء لتدريب المعلمين قبل البدء
في التدريس وأثناء الخدمة, وهذا لا يتم بدون التنسيق الدقيق بين الجهات
التي تؤهل المعلمين ووزارات التربية .
2. طرق التدريس العامة
يقصد
بطريقة التدريس : الأسلوب الذي يستخدمه المعلم في معالجة النشاط التعليمي
ليحقق وصول المعارف إلى تلاميذه بأيسر السبل وأقل الوقت والجهد .
وطرق
التدريس، أو قل أساليب التعليم: كثيرة متطورة، منها القديم ومنها الحديث،
منها التقليدي، ومنها المتجدد، لذا، وجب علي قبل الغوص في أنواعها وطرقها،
أساليبها وكنهها، أن أمهد لنبذة تاريخية.
فلقد كانت التربية القديمة
تهدف إلى تشكيل طبيعة الطفل بأن تفرض عليه طريقة التفكير التقليدية،
وطريقة العمل العادية ، فابتعت الاستجابة العاطفية ، أي أنها أرادت أن تحل
محل التأثيرات الطبيعية الغريزية للطفل: تأثيرات صناعية، نمتها خلال عدة
أجيل: الاتجاهات الدينية والعقلية والاجتماعية التي نظرت إلى العواطف
البشرية على أنها شر، ورأت لذلك أنه يتحتم أن يحال بين القلب ورغباته
الطبيعية، ونظرت إلى الحواس على أنها لا يمكن الثقة بها ، ولذا، فهي ليست
جديرة بأن تكون أساسا للمعرفة، فالنزعات الإنسانية والغرائز تنبع من طبيعة
شريرة في أصلها، ولذا، فإن وجهتها هي الشر، ويجب أن نقتلها ، فالرغبات
الطبيعية التي كانت ترمي التربية والدين إلى كبتها والقضاء عليها كان يجب
أن يتحاشاها المربي. . . فكان هدف التربية أن يصبّ الطفل في قوالب من
السلوك غير طبيعية حيث يكون الدافع الطبيعي مختفيا وراء السلوك الذي يرضاه
ويحتم وجوده الكبار ولو كان هذا السلوك يخفي وراءه دافعا يغاير التعبير
الخارجي.
وقد تضافرت العقائد الدينية والفلسفية والنفسية
والاجتماعية والتربوية على اتخاذ هذه الموقف من طبيعة الطفل. ولم يقتصر
الأمر على وجهات النظر الدينية والفلسفية في رفض التربية المؤسسة على تدريب
الحواس واستغلال الخيال، وتوجيه الميول الطبيعية والغرائز ، بل شاركتهما
في ذلك وجهة النظر السيكولوجية، ، فقد اعتقد علماء النفس آنذاك، بأن العقل
البشري يتكون من مجموعة متباينة من الملكات تنمو وتتمرن بما يناسبها من
الأعمال، وتتوقف قيمتها على صعوبة العمل الذي تؤديه، وأقوى هذه الملكات في
نظرهم هي ملكة التفكير. فقووها عن طريق الرياضات العقلية والمجادلات
المنطقية واللغات، ثم إنه م قد اعتبروا الذاكرة الأساس الذي يعتمد عليه كل
من الملكات الأخرى.
فقد سادت في ذلك التاريخ، أساليب تقليدية غلفها
التكلف والتصنع.. ومن أمثلة ذلك ما ساد في عصر روسو، وما قبل روسو، وبيت
سائدة طيلة القرن التاسع عشر برغم صيحات قادة التربية الذين تزعمهم روسو. .
.
وألخص الأسس التي قامت عليها الأساليب التربوية القديمة في نقاط تالية:
أولا: الإذعان لأحكام القدر، وشدة الإيمان به
ثنيا: اعتبار الشر متأصلا في الطفل فعلى الوالدين مراقبته مراقبة مستمرة.
ثالثا: استعمال الإرهاب والعقاب بتمرس وقوة، تبعا للحد من حرية الطفل.
إلا
أن هذا العنف ضد الطفل، قد بدأ مهاجموه في محاولات لتغييره، فمنذ عصر
"روسو"، ذاك أن روسو قد أتى بتعاليمه التي تتوافق مع اعتقاده بأن التربية
هي عملية الحياة ذاتها أو أسلوبها، فهي تستمر طوال حياة الفرد أو على الأقل
إلى سن النضج، فيجب أن تتناسب في كل مرحلة من مراحلها مع سن الشخص وحاضره،
المفهوم القديم للمنهج المدرسي
هو كمية من المعلومات التي يتم نقلها الى الطلبة ضمن مقررات دراسية يتناول كل منها جانباً من جوانب المعرفة .
المفهوم الحديث للمنهج المدرسي
هو
مجموعة الخبرات التربوية التي تنظمها المدرسة وتشرف عليها سواء داخل
المدرسة او خارجها بهدف مساعدة الطالب على الوصول إلى افضل ما تمكنه منه
قدراته وتجعله يدرك ويتصرف ويحس وينفعل كما هي الحال في مجتمعه .
-*-*-*-*-
التعلم والتعليم
•
إن سلوك الكائن الحي، هو سلوك فطري ومكتسـب فالترفس في الطفل عند ميلاده،
ليس مكتسبا، ولكنه فطري، إلا أن الطفل يتعلم تغيير ترفسه بطرق شتى كالتوقف
عنه أو النفخ بالنار لإطفائها، ولكن هذه التغييرات تستند إلى عملية الترفس
الفطرية، ومع أن كل سلوك مبدؤه فطري، إلا أنه يتقدم وينتظم بالممارسة. وحين
يبلغ السلوك آخر حد من التغير بالممارسة، يصبح سلوكا مكتسبا. ويندر وجود
سلوك مكتسب فطري بحت عند البالغ. ومما يدل على أن السلوك الفطري يعيبه
التعديل كلما نضج لكائن الحي، ما نراه من محاولات الطفل لإشباع غريزة البحث
عن الطعام وما نراه عند الرجل الراشد لإشباع نفس الغريزة. والواقع أن
الطفل أو الأمر يصل إلى إشباع غريزة البحث عن الطعام عن طريق المحاولات
العشوائية، فهو يتعثر ف حركاته، وقد تكون هذه الحركات بعيدة عن تحقيق الهدف
المنشودة، وبتكرار العملية يحذف الطفل الحركات العشوائية والتي لا توصله
إلى الهدف ويحل محلها الحركات المؤدية إلى الهدف/ فتصبح هذه العملية أضبط
وموفرة الجهد والنشاط المبذول ومتجهة نحو الهدف مباشرة.
• التعلم:
هو العلم الذي يبحث في اكتشاف القوانين التي تحكم ظاهرة تغيير في سلوك
الأفراد والتعلم عملية مقصودة تتميز من القوانين التي يكشف عنها علم
التعليم، فالتعلم علم والتعليم تكنولوجيا من حيث أن التعليم تطبيق وتوظيف
ما كشف عنه العلم من مواقف حياتية.
• معنى التعلم: هو من المفاهيم
الأساسية في مجال علم النفس وإنه ليس من السهل وضع تعريف محدد لمفهوم
التعلم وذلك بسبب أننا لا نستطيع أن نلاحظ عملية التعلم ذاتها بشكل مباشر
ولا يمكن اعتبارها وحدة منفصلة أو دراستها بشكل منعزل ، فالتعليم ينظر إليه
على أنه من العمليات الافتراضية يستدل عليها من ملاحظة السلوك ويمكن تعريف
التعليم على النحو الآتي:-
"التعلم هو عملية تغيير شبه دائم في
سلوك الفرد لا يلاحظ ملاحظة مباشرة ولكن يستدل عليه من الأداء أو السلوك
الذي يتصوره الفرد وينشأ نتيجة الممارسة لما يظهر في تغيير أداء الفرد".
• تعريف العلم من وجهة نظر العلماء:
بناء على ما تقدم، يمكن تعريف التعلم بأشكال مختلفة منها:
1. تعريف دود ورث: إن التعلم هو نشاط يقوم به الفرد ويؤثر في نشاطه المقبل.
2. تعريف جيلفورد: إن التعلم هو أي تغيير فس سلوك ناتج عن استشارة.
3. تعريف مَن: إن التعلم هو عبارة عن عملية تعديل في السلوك أو الخبرة.
4. تعريف جيتس: إن التعلم هو عملية اكتساب الوسائل المساعدة على إشباع الحاجات وتحقيق الأهداف وهو غالبا ما يأخذ أسلوب حل المشكلات.
5. تعريف ماكجويس: إن التعلم كما تعنيه هو تغيير في الأداء يحدث مع شروط الممارسة.
طبيعة التعلم:
التعلم
نشاط ذاتي يقوم به المتعلم ليحصل على استجابات ويكوّن مواقف يستطيع
بواسطتها أن يجابه كل ما قد يعترضه من مشاكل في الحياة.والمقصود بالعملية
التربوية كلها إنما هو تمكين المتعلم من الحصول على الاستجابات المناسبة
والواقف الملائمة.
وما الطرق التربوية المختلفة والأعمال المدرسية
(على اختلاف أنواعها) إلا وسائط تستثير المتعلم وتوجه عملياته التعليمية.
وقيمة التعليمية، وقيمة هذه الطرائق والأعمال إنما تقاس بمقدار ما تستثير
فاعلية المتعلم وتوصله إلى الاستجابات والمواقف التي يعتبرها المجتمع
صحيحة. ومن هنا كان من الأهمية بمكان عظيم للمعلم أن يفهم كيفية تعلم الناس
ذلك بأن قيامه بواجباته المهنية إنما يتوقف على فهمه هذا، وبدهي أننا لا
نقصد بالتعلم تعلم المواضيع المدرسية فقط وإنما نريد بالتعلم كل ما يكوّن
سلوك الفرد المميز له والذي يشمل –إلى جانب ما هو موروث- ما اكتسبه المتعلم
من اتصاله بالبيئة. إن مواقف الفرد والقيم التي يؤمن بها ومظاهر اهتمامه
ومختلف دوافعه وحوافزه تتوقف جميعا على خبرته في الحياة وإعداده لها.
وإذا
كان صحيحا أن استثارة الفرد وتمكينه من النشاط للتعلم ثم تركه لنفسه ليحل
الكثير من مشاكله ويكسب خبرة ثمينة يفيد منها في مواجهة المشاكل المقبلة
أمر مفيد جدا، فإنه صحيح أيضا أن في هذا إتلافا للوقت والجهد لا تسمح به
حياتنا الحاضرة السريعة المتلاحقة من جهته، ومن جهة أخرى فقد لا يتوصل
الفرد بنفسه إلى أحسن الطرق دوما. ولذلك كان لا بد من دلالة الطالب على خير
هذه الطرق وأنجعها وأكثرها اقتصادا في الوقت والجهد لمواجهة الحياة
ومصاعبها. والفرق كل الفرق هو بين أن تقدم هذه الخبرات للمتعلم جاهزة هينة
وبين أن تهيأ له فرص الحصول عليها بنفسه تحت إشراف المعلم ومساعدته.
ومن
هنا كان أم أهداف التربية والتعليم إنما هو خلق حاجات للتعلم في نفس الطفل
ثم تهيئة فرص هذا التعلم له. إن مطالب البيئة هي التي تجعل سلوك المتعلمين
متنوعا أو محدودا وذلك تبعا لغنى هذه البيئة أو فقدها. ثم إن المتعلم يعمل
للحصول على المعرفة والمهارة الضرورتين لتحقيق أهدافه في بيئته وشتان بين
من يعمل لتحقيق غاية وبين من يعمل طالبه في صياغة أهدافه وغاياته أولا،
ومساعدته في الحصول على الوسائل والطرائق التي تحقق هذه الغايات ثانيا،
ووصفه وذلك في كل ميدان من ميادين الحياة.
إن من واجب المدرسة أن
تعمل على خلق أوضاع اجتماعية متنوعة وعديدة تشجع الطلاب على الإسهام فيها
والإفادة منها وتؤدي بالتالي إلى خلق علاقات شخصية وأوضاع اجتماعية مرغوب
فيها ونحن نستند في الطلب إلى حقيقتين: أولاهما أن قدرة الفرد على فهم
الأوضاع الاجتماعية والاستجابة لها بشكل صحيح إنما تنتج عن مقدار الخبرة
التي حصل عليها هذا الفرد بالتعامل مع الآخرين وعن تنوع هذه الخبرة.
وثانيهما أن القدرة على تمييز العوامل الهامة والتفاصيل ذات القيمة في موقف
أو وضع ما وكذلك القدرة على إدراك العلاقات بين هذه العوامل والتفاصيل
ونقول أن هذه القدرة إنما تنمو بنتيجة التربية والممارسة، وهذا هو السبب في
أن الإنسان حين يلاحظ أثر سلوكه وتصرفاته في استجابات الآخرين له فإنه
يجنح إلى انتخاب أنماط من السلوك ولاجتماعية تفيده وتحقق غاياته.
أهداف البحث :
المساهمة في :
v الإلمام بأهم التوجهات التربوية الراهنة
v فهم مختلف فروع العلوم التربوية و مجالات تطبيقاتها العملية
v إتقان استخدام أدوات البحث في مجال التربية
v إدراك مكونات العمل التربوي الرئيسية
v الكشف عن معوقات العمل التربوي الممكنة ووضع تصورات لتجاوزها
v المقارنة بين الأساليب التقليدية والأساليب الحديثة في طرق التدريس والتربية.
v
الكشف عن التعليم المتميز في مختلف حقول المعرفة مما يرفد مختلف القطاعات،
ومن ثم اختيار كل مربٍ لما يراه مناسبا كطريقة لتدريس مادته.
v التعرف إلى سمات المتعلم الجيد وخصائصه
v توظف مهارات التخطيط والتنظيم في التعليم.
v التعرف على مبادئ الحوار الهادف.
v توظيف مهارات حل المشكلات في معالجة مشكلات مستمدة من أرض الواقع.
وهذا مخلص آخر للأهداف:
o التعرف على مفهوم أسلوب التدريس .
o التعرف على طبيعة أسلوب التدريس .
o التمييز بين أساليب التدريس المختلفة .
o تطبيق أساليب تدريس مناسبة لطبيعة الموضوع الذي تقوم بتدريسه .
o كتابة تقارير عن أساليب التدريس الحديثة باستخدام المجلات التربوية والمكتبة .
o تكوين اتجاه إيجابي نحو أساليب التدريس التي تسمح له بتحقيق أهداف الدرس .
اللهم ارزقني فهم النبيين وحفظ المرسلين والملائكة المقربين.
1. مقدمة:
لما
كانت التربية تُعنى بفلذات الأكباد، ليكونوا حملة للأمجاد، ولما كان
الأبناء محط الأنظار، تحاورت بشأنهم كل الأفكار، وتعددت طرق التدريس
والتمحيص، فتعددت طرق التدريس ، فصار هَمُّ المربين والباحثين، الغور في
أفضل التجارب للتأسيس.
فتألفت في المجتمعات ينابيع العلم والمعرفة،
مشاعل الضياء. . وانتشر المعلمون في كل الأنحاء….يتثون العلم ويلقون
بالمعرفة فهم فرسان التربية وحاملي مشاعلها، فإليهم أسمى تحية.
منذ
أواسط الستينات من القرن المنصرم أضحت التربية بعدا مهما من أبعاد التنمية
الاقتصادية و الاجتماعية، في تحليل الظواهر الاجتماعية عموما وما يتصل بها
بتنمية الإنسان و المجتمع على وجه الخصوص. وبذلك أصبح الاستثمار في مجالات
النشاط الإنساني، و هو ما أدى التوازي إلى إعطاء مبدأ الفعالية قيمة
جوهرية.
إن أية إجراءات تتخذ لحماية البيئة والمحافظة عليها ومواجهة
مشكلاتها ينبغي أن تبدأ بالإنسان باعتباره المسؤول عن ظهور هذه المشكلات
وذلك نتيجة سلوكه تجاه بيئته وتبصره مشكلاتها وقضاياها المختلفة مما يجعله
يسعى إلى فرض القوانين والتشريعات التي تضمن حماية بيئته، والأساس في هذا
الشأن يرجع إلى تربية الإنسان نفسه تربية بيئية يفهم من خلالها أسس التفاعل
الصحيح مع بيئته ويقتنع بأهمية المحافظة عليها ويسلك السلوك البيئي
المناسب تجاهها ولن يتم ذلك إلا من خلال المؤسسات التربوية المختلفة التي
يهتم بتنمية ميوله ومعارفه واتجاهاته نحو بيئته
أشير هنا، إلى تطور
النظريات التربوية تبعا لتطور الفكر الفلسفي والسوسيولوجي و انتشار مبدأي
الديمقراطية و حقوق الإنسان بالشكل الذي أصبح معه الفرد لاعبا رئيسيا في
تربيته الذاتية و سعيه الشخصي للحصول على المعارف و المعلومات بحسب ما
يتطلبه تكيفه مع الحياة المهنية والاجتماعية و ما تدفعه إليه تطلعاته
الشخصية.
وفوق هذا وذاك، علينا التعريج على حاجات المجتمع المتزايدة
للمختصين في مجالات العلوم الإنسانية عموما و العلوم التربوية خصوصا تبعا
لإدراك أصحاب القرار أهمية إضفاء البعد الإنساني على كل نشاط بشري لما لذلك
من أثر على الجدوى الاقتصادية من ناحية و على توازن العامل الاجتماعي على
الصعيد الشخصي من ناحية أخرى و للتفاعل الممكن بين هذا المتغير و ذاك.
هذه
بعض العوامل المؤدية إلى الحاجة للعلوم الإنسانية التي من بينها علوم
التربية في مجتمع مازال في طور النمو وجعل من تحقيق الامتياز شعارا يسعى من
ورائه إلى الانخراط في المجتمع الإنساني و الاقتراب قدر الإمكان من
المجتمعات المتقدمة.
ولما كان التواصل والتفاعل الذي يحدث بين
الإنسان والبيئة التي يعيش فيها مركزاً مهماً في مجال البحوث والدراسات
التربوية التي تستهدف تحسين وتطوير ممارسات التعلّم والتعليم وتطويرها،
وتحسين نوعية مخرجات التعلّم المرتبطة بتلك الممارسات ومستواها. فإن نظرية
التفاعل الاجتماعي في التعلم تقول: إنّه رغم استحالة أي تصرف إنساني، في
غياب الكائن الحي والبيئة التي يعيش فيها، فإنّ الإنسان لا يتعلم إلا
بالتفاعل والتواصل مع الآخرين، وإنّ السلوك الذي يظهر سيعكس بالطبع حاجات
الفرد ومجتمعه وتوقعاتهما وقيمهما.
ذلك أن العلاقة بين التعلم
والتواصل علاقة عضوية وظيفية تبادلية، فالتعلم لا ينشاً في فراغ ولا من
فراغ، وإنما في وسط تفاعلي نشط بين الأطراف المشاركة فيه في سياق خبرة
خاصة. وقد يكون للطرف التواصلي حضور مباشر وجهاً لوجه مع الطرف الآخر أو
الأطراف الأخرى
وهكذا يمكننا النظر إلى عمليات التعلّم والتعليم
بوصفها عمليات تواصل وتفاعل هادفة، أي أنها عمليات بناء منظومة من الرسائل
المتبادلة ما فيه من الأهداف والتعليمات والاستجابات، بقصد إحداث تغييرات
وتطويرات سلوكية محددة في الإنسان. وقد تكون تلك التغيرات المقصودة
والمرغوب فيها في أي من مجالات المعرفة كالحقائق أو المفاهيم والمبادئ أو
النظريات والمهارات العقلية. . أو في مجالات الأداء النفسي والحركي
كالمهارات الأدائية العملية والتعلمية والفنية والاجتماعية والمهنية أو في
مجالات تهذيب الانفعالات والعاطفة، وتطوير الوجدان كالاتجاهات والميول
والعادات والقيم.
من هنا كانت كفايات التواصل بأشكالها ووسائطها
المختلفة (اللفظية وغير اللفظية) وإتقان مهاراتها وفنونها متطلباً أساسياً
لمقدرة الفرد على التعلّم؛ لأنّ التعلم تواصل والتعليم تواصل، ومن لا يتقن
فنون التواصل ومهاراته لا يستطيع النجاح في أداء مهماته وتحقيق أهدافه؛
فأنماط ووسائط التواصل التي يستخدمها المرء في سعيه لتحقيق غاياته، ومدى
إتقانه لمهارات استخدام تلك الأنماط والوسائط هي التي تقرر مدى نجاحه أو
إخفاقه في بلوغ أهدافه، فهي إمّا "أنْ تعيق العملية التعليمية أو تدفعها في
الاتجاهات المرغوب فيها" ويرى كثير من المربين "أنّ التربية بمجملها شكل
من أشكال التواصل، وأنّ المنهاج التربوي بكليته، الظاهر منه والخفي هو شكل
من أشكال التواصل .
والتواصل بهذا المعنى يشمل التفاعل مع كل ما هو
مرئي ومكتوب ومسموع، من كلام وصور وأفعال وحركات وإيماءات، وأعمال تؤثر في
طبيعة اتجاه التفاعل وشدته، والتواصل بين الأطراف المشاركة والمشتركة فيه.
والتواصل الفعّال هو الأداة الرئيسة في التعلم وتحقيق أهداف المنهاج المقرر
بوجهيه الظاهر والباطن.
ختاما لمقدمتي هذه أقول: إن طرق التدريس
التقليدية التي أشبعت نقدا وقدحا لم يأت بها المعلم من بيته وإنما هي
مهارات تعلمها واكتسبها في المؤسسة التي تخرج منها, فإذا لم نغير نمط
التأهيل الأساسي للمعلم فان التدريب أثناء الخدمة لا يساعد كثيرا على جعل
المعلم يطبق بكفاءة أساليب تدريب حديثة مثل التعليم التعاوني والتعلم
الذاتي والتفكير الإبداعي ومهارات البحث العلمي والاستنباط والاستقراء
واستخدام تقنيات التعليم الحديثة وغيرها, ومن الصعوبة بمكان تحقيق افضل
معدلات تأهيل المعلمين بدون تأهيل مدربين أكفاء لتدريب المعلمين قبل البدء
في التدريس وأثناء الخدمة, وهذا لا يتم بدون التنسيق الدقيق بين الجهات
التي تؤهل المعلمين ووزارات التربية .
2. طرق التدريس العامة
يقصد
بطريقة التدريس : الأسلوب الذي يستخدمه المعلم في معالجة النشاط التعليمي
ليحقق وصول المعارف إلى تلاميذه بأيسر السبل وأقل الوقت والجهد .
وطرق
التدريس، أو قل أساليب التعليم: كثيرة متطورة، منها القديم ومنها الحديث،
منها التقليدي، ومنها المتجدد، لذا، وجب علي قبل الغوص في أنواعها وطرقها،
أساليبها وكنهها، أن أمهد لنبذة تاريخية.
فلقد كانت التربية القديمة
تهدف إلى تشكيل طبيعة الطفل بأن تفرض عليه طريقة التفكير التقليدية،
وطريقة العمل العادية ، فابتعت الاستجابة العاطفية ، أي أنها أرادت أن تحل
محل التأثيرات الطبيعية الغريزية للطفل: تأثيرات صناعية، نمتها خلال عدة
أجيل: الاتجاهات الدينية والعقلية والاجتماعية التي نظرت إلى العواطف
البشرية على أنها شر، ورأت لذلك أنه يتحتم أن يحال بين القلب ورغباته
الطبيعية، ونظرت إلى الحواس على أنها لا يمكن الثقة بها ، ولذا، فهي ليست
جديرة بأن تكون أساسا للمعرفة، فالنزعات الإنسانية والغرائز تنبع من طبيعة
شريرة في أصلها، ولذا، فإن وجهتها هي الشر، ويجب أن نقتلها ، فالرغبات
الطبيعية التي كانت ترمي التربية والدين إلى كبتها والقضاء عليها كان يجب
أن يتحاشاها المربي. . . فكان هدف التربية أن يصبّ الطفل في قوالب من
السلوك غير طبيعية حيث يكون الدافع الطبيعي مختفيا وراء السلوك الذي يرضاه
ويحتم وجوده الكبار ولو كان هذا السلوك يخفي وراءه دافعا يغاير التعبير
الخارجي.
وقد تضافرت العقائد الدينية والفلسفية والنفسية
والاجتماعية والتربوية على اتخاذ هذه الموقف من طبيعة الطفل. ولم يقتصر
الأمر على وجهات النظر الدينية والفلسفية في رفض التربية المؤسسة على تدريب
الحواس واستغلال الخيال، وتوجيه الميول الطبيعية والغرائز ، بل شاركتهما
في ذلك وجهة النظر السيكولوجية، ، فقد اعتقد علماء النفس آنذاك، بأن العقل
البشري يتكون من مجموعة متباينة من الملكات تنمو وتتمرن بما يناسبها من
الأعمال، وتتوقف قيمتها على صعوبة العمل الذي تؤديه، وأقوى هذه الملكات في
نظرهم هي ملكة التفكير. فقووها عن طريق الرياضات العقلية والمجادلات
المنطقية واللغات، ثم إنه م قد اعتبروا الذاكرة الأساس الذي يعتمد عليه كل
من الملكات الأخرى.
فقد سادت في ذلك التاريخ، أساليب تقليدية غلفها
التكلف والتصنع.. ومن أمثلة ذلك ما ساد في عصر روسو، وما قبل روسو، وبيت
سائدة طيلة القرن التاسع عشر برغم صيحات قادة التربية الذين تزعمهم روسو. .
.
وألخص الأسس التي قامت عليها الأساليب التربوية القديمة في نقاط تالية:
أولا: الإذعان لأحكام القدر، وشدة الإيمان به
ثنيا: اعتبار الشر متأصلا في الطفل فعلى الوالدين مراقبته مراقبة مستمرة.
ثالثا: استعمال الإرهاب والعقاب بتمرس وقوة، تبعا للحد من حرية الطفل.
إلا
أن هذا العنف ضد الطفل، قد بدأ مهاجموه في محاولات لتغييره، فمنذ عصر
"روسو"، ذاك أن روسو قد أتى بتعاليمه التي تتوافق مع اعتقاده بأن التربية
هي عملية الحياة ذاتها أو أسلوبها، فهي تستمر طوال حياة الفرد أو على الأقل
إلى سن النضج، فيجب أن تتناسب في كل مرحلة من مراحلها مع سن الشخص وحاضره،
المفهوم القديم للمنهج المدرسي
هو كمية من المعلومات التي يتم نقلها الى الطلبة ضمن مقررات دراسية يتناول كل منها جانباً من جوانب المعرفة .
المفهوم الحديث للمنهج المدرسي
هو
مجموعة الخبرات التربوية التي تنظمها المدرسة وتشرف عليها سواء داخل
المدرسة او خارجها بهدف مساعدة الطالب على الوصول إلى افضل ما تمكنه منه
قدراته وتجعله يدرك ويتصرف ويحس وينفعل كما هي الحال في مجتمعه .
-*-*-*-*-
التعلم والتعليم
•
إن سلوك الكائن الحي، هو سلوك فطري ومكتسـب فالترفس في الطفل عند ميلاده،
ليس مكتسبا، ولكنه فطري، إلا أن الطفل يتعلم تغيير ترفسه بطرق شتى كالتوقف
عنه أو النفخ بالنار لإطفائها، ولكن هذه التغييرات تستند إلى عملية الترفس
الفطرية، ومع أن كل سلوك مبدؤه فطري، إلا أنه يتقدم وينتظم بالممارسة. وحين
يبلغ السلوك آخر حد من التغير بالممارسة، يصبح سلوكا مكتسبا. ويندر وجود
سلوك مكتسب فطري بحت عند البالغ. ومما يدل على أن السلوك الفطري يعيبه
التعديل كلما نضج لكائن الحي، ما نراه من محاولات الطفل لإشباع غريزة البحث
عن الطعام وما نراه عند الرجل الراشد لإشباع نفس الغريزة. والواقع أن
الطفل أو الأمر يصل إلى إشباع غريزة البحث عن الطعام عن طريق المحاولات
العشوائية، فهو يتعثر ف حركاته، وقد تكون هذه الحركات بعيدة عن تحقيق الهدف
المنشودة، وبتكرار العملية يحذف الطفل الحركات العشوائية والتي لا توصله
إلى الهدف ويحل محلها الحركات المؤدية إلى الهدف/ فتصبح هذه العملية أضبط
وموفرة الجهد والنشاط المبذول ومتجهة نحو الهدف مباشرة.
• التعلم:
هو العلم الذي يبحث في اكتشاف القوانين التي تحكم ظاهرة تغيير في سلوك
الأفراد والتعلم عملية مقصودة تتميز من القوانين التي يكشف عنها علم
التعليم، فالتعلم علم والتعليم تكنولوجيا من حيث أن التعليم تطبيق وتوظيف
ما كشف عنه العلم من مواقف حياتية.
• معنى التعلم: هو من المفاهيم
الأساسية في مجال علم النفس وإنه ليس من السهل وضع تعريف محدد لمفهوم
التعلم وذلك بسبب أننا لا نستطيع أن نلاحظ عملية التعلم ذاتها بشكل مباشر
ولا يمكن اعتبارها وحدة منفصلة أو دراستها بشكل منعزل ، فالتعليم ينظر إليه
على أنه من العمليات الافتراضية يستدل عليها من ملاحظة السلوك ويمكن تعريف
التعليم على النحو الآتي:-
"التعلم هو عملية تغيير شبه دائم في
سلوك الفرد لا يلاحظ ملاحظة مباشرة ولكن يستدل عليه من الأداء أو السلوك
الذي يتصوره الفرد وينشأ نتيجة الممارسة لما يظهر في تغيير أداء الفرد".
• تعريف العلم من وجهة نظر العلماء:
بناء على ما تقدم، يمكن تعريف التعلم بأشكال مختلفة منها:
1. تعريف دود ورث: إن التعلم هو نشاط يقوم به الفرد ويؤثر في نشاطه المقبل.
2. تعريف جيلفورد: إن التعلم هو أي تغيير فس سلوك ناتج عن استشارة.
3. تعريف مَن: إن التعلم هو عبارة عن عملية تعديل في السلوك أو الخبرة.
4. تعريف جيتس: إن التعلم هو عملية اكتساب الوسائل المساعدة على إشباع الحاجات وتحقيق الأهداف وهو غالبا ما يأخذ أسلوب حل المشكلات.
5. تعريف ماكجويس: إن التعلم كما تعنيه هو تغيير في الأداء يحدث مع شروط الممارسة.
طبيعة التعلم:
التعلم
نشاط ذاتي يقوم به المتعلم ليحصل على استجابات ويكوّن مواقف يستطيع
بواسطتها أن يجابه كل ما قد يعترضه من مشاكل في الحياة.والمقصود بالعملية
التربوية كلها إنما هو تمكين المتعلم من الحصول على الاستجابات المناسبة
والواقف الملائمة.
وما الطرق التربوية المختلفة والأعمال المدرسية
(على اختلاف أنواعها) إلا وسائط تستثير المتعلم وتوجه عملياته التعليمية.
وقيمة التعليمية، وقيمة هذه الطرائق والأعمال إنما تقاس بمقدار ما تستثير
فاعلية المتعلم وتوصله إلى الاستجابات والمواقف التي يعتبرها المجتمع
صحيحة. ومن هنا كان من الأهمية بمكان عظيم للمعلم أن يفهم كيفية تعلم الناس
ذلك بأن قيامه بواجباته المهنية إنما يتوقف على فهمه هذا، وبدهي أننا لا
نقصد بالتعلم تعلم المواضيع المدرسية فقط وإنما نريد بالتعلم كل ما يكوّن
سلوك الفرد المميز له والذي يشمل –إلى جانب ما هو موروث- ما اكتسبه المتعلم
من اتصاله بالبيئة. إن مواقف الفرد والقيم التي يؤمن بها ومظاهر اهتمامه
ومختلف دوافعه وحوافزه تتوقف جميعا على خبرته في الحياة وإعداده لها.
وإذا
كان صحيحا أن استثارة الفرد وتمكينه من النشاط للتعلم ثم تركه لنفسه ليحل
الكثير من مشاكله ويكسب خبرة ثمينة يفيد منها في مواجهة المشاكل المقبلة
أمر مفيد جدا، فإنه صحيح أيضا أن في هذا إتلافا للوقت والجهد لا تسمح به
حياتنا الحاضرة السريعة المتلاحقة من جهته، ومن جهة أخرى فقد لا يتوصل
الفرد بنفسه إلى أحسن الطرق دوما. ولذلك كان لا بد من دلالة الطالب على خير
هذه الطرق وأنجعها وأكثرها اقتصادا في الوقت والجهد لمواجهة الحياة
ومصاعبها. والفرق كل الفرق هو بين أن تقدم هذه الخبرات للمتعلم جاهزة هينة
وبين أن تهيأ له فرص الحصول عليها بنفسه تحت إشراف المعلم ومساعدته.
ومن
هنا كان أم أهداف التربية والتعليم إنما هو خلق حاجات للتعلم في نفس الطفل
ثم تهيئة فرص هذا التعلم له. إن مطالب البيئة هي التي تجعل سلوك المتعلمين
متنوعا أو محدودا وذلك تبعا لغنى هذه البيئة أو فقدها. ثم إن المتعلم يعمل
للحصول على المعرفة والمهارة الضرورتين لتحقيق أهدافه في بيئته وشتان بين
من يعمل لتحقيق غاية وبين من يعمل طالبه في صياغة أهدافه وغاياته أولا،
ومساعدته في الحصول على الوسائل والطرائق التي تحقق هذه الغايات ثانيا،
ووصفه وذلك في كل ميدان من ميادين الحياة.
إن من واجب المدرسة أن
تعمل على خلق أوضاع اجتماعية متنوعة وعديدة تشجع الطلاب على الإسهام فيها
والإفادة منها وتؤدي بالتالي إلى خلق علاقات شخصية وأوضاع اجتماعية مرغوب
فيها ونحن نستند في الطلب إلى حقيقتين: أولاهما أن قدرة الفرد على فهم
الأوضاع الاجتماعية والاستجابة لها بشكل صحيح إنما تنتج عن مقدار الخبرة
التي حصل عليها هذا الفرد بالتعامل مع الآخرين وعن تنوع هذه الخبرة.
وثانيهما أن القدرة على تمييز العوامل الهامة والتفاصيل ذات القيمة في موقف
أو وضع ما وكذلك القدرة على إدراك العلاقات بين هذه العوامل والتفاصيل
ونقول أن هذه القدرة إنما تنمو بنتيجة التربية والممارسة، وهذا هو السبب في
أن الإنسان حين يلاحظ أثر سلوكه وتصرفاته في استجابات الآخرين له فإنه
يجنح إلى انتخاب أنماط من السلوك ولاجتماعية تفيده وتحقق غاياته.
مواضيع مماثلة
» الفرق بين طرائق التدريس وأساليب التدريس واستراتيجيات التدريس
» طرق التدريس الحديثة
» بعض استراتيجيات التدريس !!!
» أساليب التدريس.......
» التدريس الابداعي
» طرق التدريس الحديثة
» بعض استراتيجيات التدريس !!!
» أساليب التدريس.......
» التدريس الابداعي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى